خبير يحذر المغاربة من التهاون في سلامة تخزين الأدوية بسبب موجة الحرارة

مجتمع

[ad_1]

مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في مختلف مناطق البلاد، وتزامنها مع فترة عيد الأضحى المبارك الذي يتميز بحركية نقل واسعة طيلة أيامه، يعمد الكثير من المواطنين إلى حمل الأدوية التي يستعملونها معهم من دون الانتباه إلى ظروف تخزينها ودرجات الحرارة التي تتطلبها.

أسامة سليمي، الصيدلاني والخبير، قدم لقراء جريدة انزي بريس الإلكترونية مجموعة من النصائح المتعلقة بالمجال، بيّن فيها أن الأدوية قبل تصريح استعمالها من لدن المرضى تخضع لـ”اختبارات قاسية، يعرف من خلالها مدى استقرار تركيبتها الدوائية في ظروف حرارة ورطوبة شديدة الارتفاع؛ وذلك من أجل تحديد المدة وظروف تخزينها والتي يجب على المريض الالتزام بها من أجل أن يستعمل أدويته في صون وأمان”.

وأوضح سليمي، في المقال الذي توصلت به الجريدة، أن شروط التخزين تكون مدونة على نشرة وعلبة الدواء، مؤكدا أنه يجب على المريض الاطلاع بعناية على كامل المعلومات التي يدونها مختبر الأدوية على علبة الدواء ونشرته.

وأفاد الصيدلاني والخبير ذاته بأن شروط تخزين الأدوية تختلف بين أدوية تتطلب درجة حرارة بين درجتين و8 درجة مئوية أي في الثلاجة أو المبردات؛ وأخرى تخزن في درجة حرارة أقل من 25 أو أقل من 30 درجة مئوية أو في درجة حرارة الغرفة؛ فضلا عن أدوية ليست لها شروط للتخزين أو مع ذكر العبارة التالية “بدون شروط خاصة للتخزين”.

وبشأن الأدوية بدون شروط خاصة للتخزين، فإن هذا الصنف يوضع في ظروف التخزين المعتادة، مثل صيدلية الأدوية المنزلية أو دولاب خاص أو غيرهما من أماكن التخزين المعتادة داخل المنازل لا تتأثر بموجات الحرارة؛ لأنها “نجحت في اختبارات الاستقرار لمدة 6 أشهر عند درجة حرارة 40، وأظهرت عدم وجود أي تدهور في استقرارها الكيميائي بعد تعرضها لمثل هذه الظروف المناخية القاسية”.

واستدرك سليمي موضحا أنه، أثناء السفر أو التنقل، “يجب توخي الحذر لضمان عدم تعرض هذه الأدوية لدرجات حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية”.

أما بشأن الأدوية التي يجب تخزينها في درجة حرارة أقل من 25 درجة مئوية أو في درجة حرارة أقل من 30 درجة مئوية أو في درجة حرارة الغرفة، فبيّن الصيدلاني ذاته أن هذه العبارات الثلاث لها عمليا المعنى نفسه.

ودعا سليمي، في حالة حدوث موجة حر، إلى “الاحتفاظ بهذه الأدوية مخزنة في مكان بارد وجيد التهوية، حيث لا تتجاوز درجة حرارته 25 أو 30 درجة مئوية، حسب التوصية المقدمة لدوائك”. أما عند السفر أو التنقل بالدواء، فـ”يجب توخي الحذر لضمان عدم تعرض دوائك لفترة طويلة جدا لدرجات حرارة عالية، مثل تلك الموجودة داخل السيارات المعرضة لأشعة الشمس المباشرة. وكإجراء احترازي، يُنصح بنقلها في الأكياس أو العبوات المعزولة حراريا”.

وفي حالة تم تعرض الدواء لدرجات حرارة عالية، نصح سليمي بـ”الاتصال، عن طريق الصيدلاني، بالمختبر المصنع والذي يظهر اسمه على علبة الدواء، من أجل الحصول على المشورة بشأن ما يجب القيام به”، معتبرا أن تجاوز درجات الحرارة القصوى المسموح بها، أي 25 أو 30 درجة مئوية، “أكثر خطرا على الأشكال الصيدلانية السائلة المصنوعة على شكل شراب أو محلول؛ لأن التبادل الحراري مع الهواء المحيط بها يكون أسرع بكثير مقارنة بالأشكال الصيدلانية الصلبة، إذ إن ارتفاع درجة الحرارة قد يعرضها إلى نقص مفعولها العلاجي أو ظهور مواد قد تكون ضارة بصحة المريض”.

وبخصوص الأدوية التي يجب تخزينها في درجة حرارة بين درجتين و8 درجات مئوية، فشدد الخبير ذاته على أن حفظ هذه الأدوية يتم “دائما في أكياس أو عبوات معزولة حراريا ومبردة أو في ثلاجات أو في مبردات؛ ولكن دون أن يؤدي ذلك إلى تجميد الدواء”؛ مع وجوب فحص درجة حرارة وسيلة التبريد بانتظام؛ لافتا إلى أن هذه الفئة من الأدوية هي “الأكثر تأثرا بتغيير درجة الحرارة، والحفاظ عليها مبردة حسب المطلوب وبانتظام أمر ضروري ولا بد منه لاستعمال آمن وفعال”.

وإذا ما تعرض الدواء لدرجة حرارة عالية، “يستحسن الاتصال، عن طريق الصيدلاني، بالمختبر المصنع والذي يظهر اسمه على علبة الدواء، من أجل الحصول على المشورة بشأن ما يجب القيام به”، أورد الخبير ذاته.

وحذر الصيدلاني والخبير المغاربة من استخدام أي دواء “تغير مظهره الخارجي بشكل واضح”، معتبرا أن أي تغيير في شكل أو لون أو رائحة أو مذاق الدواء يمكن أن يشير إلى “تغير في استقراره وخصائصه العلاجية”.

وبالنسبة للأشكال الصيدلانية الحساسة للحرارة مثل التحاميل والكريمات والسوائل، فإن “مظهر المنتج عند فتحه يجعل من السهل نسبيا التأكد من جودة الدواء في فترات الحرارة قبل استعماله، اسأل الصيدلي للحصول على المشورة”؛ ثم أضاف سليمي: “عندما لا يكون من الممكن ضمان شروط تخزين ملائمة للدواء، يجب استبدال الدواء الذي تعرض لدرجات حرارة عالية لفترة طويلة من الزمن، بدواء مثله من جديد، مع التخلص عن طريق الصيدلي من الدواء المتضرر بالحرارة المرتفعة”.

وبيّن سليمي أن عددا كبيرا من مستحضرات التجميل والعطور “لا يصلح استعمالها دائما مع الشمس؛ لكن القليل من يعلم أن بعض الأدوية يمكن أن تسبب أضرارا إذا تعرض مستعملها للشمس”، لافتا إلى أن هذه الأضرار التي “قد تكون موضعية على الجلد كما يمكن أن تكون عامة على الجسد، خطيرة وحتى قاتلة”.

وتابع موضحا أن الأشعة الشمسية الفوق البنفسجية المعروفة بالإلترافيولي، على عكس من الأشعة تحت الحمراء، فهي “لا تدفئ، بل يكون التعرض لها سببا في التحسس الجلدي مع بعض الأدوية الحساسة لهذا النوع من الأشعة”، إذ بمجرد امتصاص الدواء ينتشر في “الدورة الدموية ويتعرض بذلك للأشعة فوق البنفسجية عبر الجلد. إذا كان الدواء المعني حساسا للشمس، فإن التفاعلات الكيميائية الناتجة عن التعرض للشمس يمكن أن تنتج مواد سامة أو مسببة للحساسية، تؤدي إلى ما يسمى التحسس الجلدي الضوئي؛ وهو حكة مع ضرر واحمرار مؤلم بالجلد”.

[ad_2]