أبشع الجرائم في تاريخ البشرية
في تاريخ البشرية، وقعت العديد من الجرائم التي صنفت كأبشع وأفظع الجرائم بسبب وحشيتها وتأثيرها الكبير على البشرية. من بين هذه الجرائم، هناك واحدة تعتبر من الأكثر صدمة:
الهولوكوست: يعد الهولوكوست واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في التاريخ الحديث، وهو حملة إبادة جماعية ارتكبتها ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية. في هذه الجريمة، تم قتل حوالي ستة ملايين يهودي، بالإضافة إلى ملايين من الغجر، المثليين، والشيوعيين وغيرهم، وذلك في إطار محاولة النازيين “لتطهير” العرق الآري مما وصفوه “بالأعراق الدنيا”.
الهولوكوست لا يمثل مجرد جريمة قتل جماعية بل أيضًا كان جزءًا من نظام منهجي من الوحشية والقسوة، حيث استخدمت معسكرات الاعتقال والموت لإبادة البشر على نطاق صناعي. وقد تركت هذه الجريمة جرحًا عميقًا في ضمير البشرية، ويمثل الهولوكوست رمزًا لمدى الوحشية التي يمكن أن يصل إليها الإنسان.
مذبحة رواندا 1994: كانت أيضًا من أكثر الجرائم وحشية في التاريخ الحديث. خلال 100 يوم فقط، قُتل ما يقارب من 800,000 شخص، معظمهم من قبيلة التوتسي، على أيدي متطرفين من قبيلة الهوتو في رواندا. كانت هذه المذبحة مثالاً على الإبادة الجماعية المرتكزة على الكراهية العرقية، وسط تقاعس المجتمع الدولي عن التدخل بشكل فعال لوقفها.
كلتا الجريمتين تعدان تذكيرًا مؤلمًا بأهمية التعايش السلمي والتسامح، وضرورة اتخاذ مواقف قوية ضد أي محاولات للتحريض على العنف والكراهية
ما هي أبشع جريمة في التاريخ
تظل قضية “قتل هيلو كيتي” واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث. في 17 مارس 1999، اختطف تشان من-لوك، عضو في عصابة ترياد في هونغ كونغ، ومعه أعوانه، فان من-يي، عاملة ليلية تبلغ من العمر 23 عامًا. احتجزوها في شقة بحي تسيم شا تسوي، حيث تعرضت لتعذيب مستمر وبطيء حتى استسلمت للموت في 14 أبريل.
ما زاد هذه القصة وحشية، هو اكتشافها الغريب. في مايو من نفس العام، توجهت فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا إلى الشرطة وهي تروي أنها ترى شبح امرأة مقيدة بسلك كهربائي تعرضت للتعذيب حتى الموت. بعد تجاهل الشرطة لها في البداية، ازدادت الشكوك عندما كشفت الفتاة أنها كانت شاهدة على الجريمة. قادتهم إلى الشقة التي تم فيها التعذيب، حيث عثروا على جمجمة الضحية مخبأة داخل دمية “هيلو كيتي” بحجم كبير.بعد أن تخلى عنها أهلها في طفولتها، تربت فان من-يي في دار للفتيات. واجهت صعوبات كبيرة في حياتها، وفي سن المراهقة، أصبحت مدمنة على المخدرات واضطرت للجوء إلى الدعارة لتمويل إدمانها. في سن الثالثة والعشرين، عملت كمضيفة في نادٍ ليلي رغم أنها ما زالت تكافح إدمانها.
في عام 1997، التقت بفان من-لوك، زعيم عصابة يبلغ من العمر 34 عامًا، والذي كان قوادًا ومروجًا للمخدرات. لم يمضِ وقت طويل حتى أصبحت جزءًا من عالمه وأحد أفراد مجموعته. مع ذلك، لاحقًا في ذلك العام، سرقت فان من-يي محفظة من-لوك وفيها مبلغ 4000 دولار. لم تكن تعلم أن هذا الفعل سيقود إلى نهايتها المأساوية.
غضبًا من سرقتها، استدعى تشان من-لوك اثنين من أتباعه ليختطفوها. في البداية، كان ينوي إجبارها على ممارسة الدعارة لتعويض المال الذي سرقته، لكن الأحداث انقلبت إلى تعذيب وحشي أدى إلى جريمة قتل مرعبة
أصبحت هذه القضية تُعرف بجريمة “قتل هيلو كيتي”، وصُنفت كواحدة من أفظع الجرائم في هونغ كونغ، إن لم تكن في العالم.
حياة فان من-يي: من طفولة ضائعة إلى مأساة جريمة هيلو كيتي
بعد أن تم التخلي عنها في طفولتها، تربت فان من-يي في دار للفتيات، حيث بدأت تواجه مصاعب حياتية مبكرة. في سن المراهقة، انزلقت إلى عالم الإدمان والمخدرات ووجدت نفسها مجبرة على اللجوء إلى الدعارة لتغطية تكاليف إدمانها. رغم محاولاتها لإعادة بناء حياتها في سن الثالثة والعشرين، عندما حصلت على وظيفة كمضيفة في نادٍ ليلي، استمرت معاناتها مع إدمان المخدرات.
في أوائل عام 1997، تعرفت على تشان من-لوك، زعيم عصابة في هونغ كونغ، وكانت علاقتهما مبنية على علاقات مظلمة. تشارك الاثنان في خلفية مشتركة من الجريمة والمخدرات. بعد فترة قصيرة من العلاقة، قررت فان من-يي سرقة محفظته التي كانت تحتوي على 4000 دولار نقدًا، وهو قرار كلفها حياتها.
بسبب هذا الفعل، استدعى من-لوك أتباعه لاختطاف فان، وكان هدفه الأصلي استغلالها ماديًا عبر إجبارها على الدعارة لسداد ما أخذته. لكن، لم يمر وقت طويل قبل أن يتحول الانتقام إلى تعذيب وحشي استمر لأسابيع، مما جعل هذه القضية واحدة من أكثر الجرائم إثارة للرعب في هونغ كونغ.
الشقة التي تم فيها تعذيب فان من-يي
قرر زعيم المخدرات وأتباعه أن مجرد إجبار فان من-يي على ممارسة الدعارة لا يكفي، فبدأوا في تعذيبها. ربطوها وضربوها، ولمدة أكثر من شهر، عانت من مختلف أنواع الرعب: حرق جلدها، اغتصابها، وإجبارها على أكل البراز البشري.
وعلى الرغم من أن تعذيب فان من-يي كان مروعًا بما فيه الكفاية، فإن قصة الفتاة التي تبلغ من العمر 14 عامًا والتي أبلغت الشرطة بجريمتها أكثر رعبًا. فلم تكن مسؤولة فقط عن كشف هؤلاء المعذبين، بل كانت أحدى المعذبين أيضًا.
الفتاة التي تبلغ من العمر 14 عامًا والمعروفة فقط باسم “آه فونج”، وهو احتمال اسم مستعار أعطته لها محاكم هونغ كونغ، كانت صديقة لتشان من-لوك، على الرغم من أن “الصديقة” ربما كانت مصطلحًا غير دقيق. بكل تأكيد، كانت الفتاة واحدة من عاهراته.
في إحدى المرات، عندما كانت آه فونج تزور الثلاثي الشرير في شقة من-لوك، شاهدت من-لوك يركل من-يي 50 ركلة في الرأس. ثم انضمت آه فونج وضربت من-يي في الرأس. وعلى الرغم من أن تفاصيل تعذيب آه فونج لم تُكشف، فإنها بلا شك كانت مروعة بشكل واسع. عندما سئلت عن ذلك ، أجابت: “كان لدي شعور بأنها كانت للمتعة”.
وفاة الضحية فان من-يي بعد سلسلة من التعذيب
الدمية التي وجدتها الشرطة والتي تحوي جمجمة الضحية
بعد شهر من التعذيب، اكتشفت آه فونج أن فان من-يي قد توفيت خلال الليل. زعم تشان من-لوك وأتباعه أنها توفيت بسبب جرعة زائدة من الميثامفيتامين التي أعطتها لنفسها، على الرغم من أن معظم الخبراء يشكون في أن إصاباتها هي التي قتلتها في النهاية.
إلا أنه لا يوجد طريقة للتأكد بالضبط. بعد اكتشاف وفاتها، قام أتباع من-لوك بنقل جثة من-يي إلى حوض الاستحمام في الشقة وقاموا بتقطيعها باستخدام منشار. ثم قاموا بطهي الأجزاء الفردية من جسدها لمنع تحللها وانبعاث رائحة الجسد المتعفن.
باستخدام الماء المغلي على نفس الموقد الذي كانوا يطبخون فيه العشاء، قام القتلة بغلي أجزاء جسدها والتخلص منها مع القمامة المنزلية.
أما رأسها، فقد تم حفظه. بعد أن غلوه على الموقد (واستخدموا أدوات المطبخ نفسها التي استخدموها لتحريك رأسها)، قاموا بخياطة جمجمتها المغلية داخل دمية “هيلو كيتي” بحجم كبير على شكل حورية البحر. بالإضافة إلى ذلك، أبقوا سنًا واحدة من أسنان فان من-يي وعدة أعضاء داخلية وضعوها في كيس بلاستيك.
محاكمة قتلة فان من-يي، الجريمة التي سُميت هيلو كيتي
بالمقابل للحماية (والتي على الأرجح تلقتها جزئيًا بسبب صغر سنها)، قدمت آه فونج شهادتها ضد تشان من-لوك وأتباعه الاثنين. في محاولة للتخلص من الكوابيس التي قالت إنها تعاني منها، قدمت تفاصيل التعذيب الذي تعرضت له فان من-يي على يدي الثلاثة رجال.
على الرغم من أن القصة كانت مروعة لدرجة أن الكثيرين شككوا في أنها يمكن أن تكون صحيحة، فإن الأدلة التي اكتشفتها الشرطة كانت دامغة ومروعة. كانت الشقة التي تعرضت فيها من-يي للتعذيب مليئة بالأدلة، من الأغطية والستائر إلى المناشف وأدوات المائدة. وعلاوة على ذلك، تم العثور على جزء من جثة فان من-يي داخل الشقة، مع وجود أدلة تشير إلى تفاعل الرجال الثلاثة معها.
للأسف، بسبب حالة أجزاء جثة فان من-يي المتبقية، لم يتمكن رجال الشرطة والأطباء الشرعيين من تحديد سبب الوفاة.
لا شك في أنها تعرضت لتعذيب لا يمكن وصفه، وأن الرجل الثلاثة تسببوا في جزء كبير من الضرر لجسدها، ولكن لم يكن هناك طريقة لمعرفة ما إذا كانت جرعة زائدة من المخدرات أو التعذيب هو السبب.
نتيجة لذلك، تمت ادانة الثلاثة بتهمة القتل غير العمد، حيث اعتقد المحلفون أنه على الرغم من أنهم تسببوا في وفاتها، إلا أن القصد لم يكن القتل. هذه التهمة أحدثت صدمة في الرأي العام في هونغ كونغ فلقد تم حكم الثلاثة بالسجن مدى الحياة، مع إمكانية الحصول على الإفراج المشروط بعد 20 عامًا.