هكذا ترسم التربية خارطة طريق لتحصين الجيل الجديد من التعصب والتطرف

فنون و إعلام

[ad_1]

قدم سعيد باحجين، باحث في “كرسي اليونسكو لفلسفة السلام” بإسبانيا، حاصل على دكتوراه في دراسات السلام والنزاعات والتنمية، آليات وركائز التربية على السلام، مؤكدا أنها “ليست نظرية بل يمكن تطبيقها على أرض الواقع”.

باحجين، خلال محاضرة ألقاها برواق منتدى أبوظبي للسلم بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، أكد أن “التربية هي أداة لتحصين الناشئة من التعصب والتطرف، كما أشار إلى ذلك الملك محمد السادس عند استقبال البابا في زيارة للرباط، إذ أكد أنه لمحاربة التطرف بكل أنواعه ليست الحلول العسكرية والمالية ناجعة مثل التربية”.

وقال المتحدث ذاته إنه “إذا كانت الحروب تنشأ في العقول ففي القلوب يجب أن يبدأ السلام”، منتقدا كون المجتمعات العربية “مازالت تفتقد لأبحاث في مجال دراسات السلام، في حين انطلقت هذه الدراسات في الغرب في الستينيات، وبات لديهم مفهومان للسلم: السلم السلمي الذي يعني غياب الحرب، وهو المفهوم الذي ساد في الثلاثينيات، ثم السلم الإيجابي الذي انطق في الستينيات، ويفيد بأن غياب العنف المباشر ليس دليلا على وجود السلام، فهناك عنف هيكلي مثل تجويع وتفقير الشعوب أو انتشار الأمية”.

وذكر الباحث ذاته بمفهوم جوهانسبورغ للسلام قائلا: “ليس السلام هو غياب العنف، بل هو عدم وجود العدالة والتنمية”، مذكرا أيضا بمفهوم السلام في الإسلام بقوله: “من أسماء الله الحسنى السلام، وهو من أسماء الجنة أيضا”.

وتابع باحجين بأن “كل الأشكال التي ذكرها الباحثون العالميون من أجل الحل السلمي للنزاعات موجودة في الإسلام، سواء التحكيم أو الحوار أو الصلح وغيره”، وزاد: “لا يمكن لمجتمع يعيش الفقر أن يعيش السلام”، داعيا إلى توفير السلام الأسري والاجتماعي الذي يؤدي إلى انتشار السلم، ناهيك عن تحقيق العدالة والتنمية واحترام حقوق الإنسان.

كما عدد المحاضر ذاته ركائز التربية على السلام، قائلا إنها “لا تكون فقط عبر التربية النظامية وداخل المؤسسات التعليمية، بل في جميع الأماكن، من أسرة ومجتمع وجمعيات وغيرها، إذ تعتمد على التجارب اليومية داخل كل مجتمع، وتنشأ من المجتمع نفسه، حيث تنطلق مما هو محلي وتأخذ بعين الاعتبار ما هو عالمي”.

ومن بين ركائز التربية على السلام التي ذكرها باحجين الاعتماد على المفهوم الإبداعي للنزاع، قائلا: “النزاع ليس دائما سلبيا، فالإنسان دائما يعيش نزاعات يجب حلها بطرق سلمية، مثلا حادثة السير، حيث يكون النزاع سلبيا إذا ما تم استخدام العنف، وفي حالة الاعتماد على الحوار فهو نزاع إيجابي”.

وتابع المتحدث ذاته: “هي تربية لا تعتمد على شحن المتعلم بالمعارف، بل تقوم على أساس أن الطفل يجب أن يكون مبدعا، وألا نقتل الإبداع لديه، خاصة أننا مقبلون على تحديات في المستقبل يجب الاعتماد على الإبداع لحلها”.

وختم الباحث ذاته بأن “من أساسيات التربية على السلم أيضا توفر حس نقدي لدى الناشئة، ناهيك عن الاعتقاد بأنه لا شيء مستحيل عن طريق تخيل ما نعتقده مستحيلا غير مستحيل؛ كما تنبني أيضا على التعاطف مع الآخر”.

[ad_2]