خبير صحي: كل يوم يغادر المغرب طبيبان.. والسبب: الراتب ونقص الميزانية

مجتمع

[ad_1]

بالتوازي مع تعرفه البلاد من تطور في مجال ورش تعميم الحماية الاجتماعية، تتزايد انتقادات المهنيين والمختصين بخصوص إغفال عنصر مهم يرتبط أساسا بالعنصر البشري، محذرين من النقص المهول في عدد الأطباء والذي تجاوز خلال السنة الماضية أزيد من 32 ألفا، مع استمرار هجرة العاملين بالقطاع الصحي بشكل مهول.

وفي هذا الإطار، قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن البلاد تفقد كل يوم طبيبين ممن يختارون مغادرة البلاد والهجرة خارجا، لافتا إلى أن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة تتعدد ما بين عدم الرضا عن الراتب وعدم الرضا عن التدريب وتشويه سمعة الطبيب في وسائل الإعلام ونقص الميزانية المخصصة للبحوث في قطاع الصحة.

وأفاد حمضي بأنه في الوقت ذاته يوجد 14 ألف طبيب مغربي بالمهجر، ناهيك عن أن “ثلث الأطباء المكونين سنويا بالمغرب يهاجرون كل عام؛ وهو ما يجعل البلاد تعاني من خصاص 32 ألف طبيب بالمغرب، حسب معايير منظمة الصحة العالمية”.

وأورد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أحدث أرقام الخريطة الصحية، مشيرا إلى أن البلاد حتى نهاية السنة الماضية كانت تتوفر فقط على 28 ألفا و892 طبيبا ممارسا، حسب الأرقام المعلن عنها يونيو الحالي.

وقال المتحدث ذاته، ضمن تصريح لانزي بريس، إن القطاع العام يشغل 14 ألفا و359 طبيبا؛ منهم 3 آلاف و569 طبيبا عاما، و10 آلاف و193 طبيبا اختصاصيا. أما القطاع الخاص، فيشغل 14 ألفا و533 طبيبا؛ منهم 5 آلاف و472 طبيبا عاما، و9 آلاف و61 طبيبا متخصصا.

واستدل حمضي بأرقام دراسة حديثة أكدت أن “70.1 في المائة من الطلاب الذين أنهوا دراستهم الطبية في المغرب أعلنوا أنهم يعتزمون مغادرة البلاد بمجرد تخرجهم”، مشيرة إلى أن الأسباب هي: عدم الرضا عن الراتب في المغرب بعد 7 سنوات من الدراسة (97 في المائة)، وعدم الرضا عن التدريب (95.2 في المائة)، وتشويه سمعة الطبيب في وسائل الإعلام (83.6 في المائة)، و74 في المائة يشيرون إلى نقص الميزانية المخصصة للبحوث في قطاع الصحة. أما عن أسباب الجذب من طرف الدول المستقبلة فهي: ظروف العمل في الدول الأجنبية (99 في المائة)، وتدريب أفضل (97.6 في المائة)، وتحسين نوعية الحياة (97.2 في المائة).

وقال حمضي إنه في الوقت الذي تضع منظمة الصحة العالمية كمعيار أدنى ضرورة توفر البلدان على 15.3 أطباء لكل 10 آلاف نسمة، فإن البلاد لم تتجاوز معدل 7.8 أطباء لكل 10 آلاف نسمة عند نهاية السنة الماضية.

وذكر الباحث المغربي المتخصص في السياسات والنظم الصحية أن معايير منظمة الصحة العالمية تؤكد أيضا على توفر 23 مهنيا صحيا لكل 10 آلاف نسمة كخط أحمر؛ فيما المغرب لا يوفر سوى 17.4 لكل 10 آلاف نسمة حاليا، ويبرمج لرفعها إلى 24 مهنيا صحيا لكل 10 آلاف نسمة سنة 2025 وإلى 45 مهنيا صحيا لكل 10 آلاف نسمة سنة 2030.

وقدم الطبيب ذاته مقارنات مع العالم، قائلا إنه “في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، هناك طبيب واحد من كل 4 أطباء من أصل أجنبي، تم تكوين 1 من كل 5 في الخارج”، متابعا: “الأطباء الغانيون في لندن أكثر من الأطباء الغانيين في غانا، وعدد الممرضات الفلبينيات في الولايات المتحدة أكثر الممرضات الفليبنيات في مانيلا، إذ 85 في المائة من الممرضات الفليبنيات بالخارج، ناهيك أن 75 في المائة من أطباء الموزمبيق يعملون بالخارج”.

[ad_2]