استقبال مدغشقر للسلطان محمد الخامس في مرحلة النفي “شرف”

فنون و إعلام

[ad_1]

اهتمام بـ”منسيي التاريخ”، وإعادة اكتشاف لكتاب إفريقيا بين أقطارها المختلفة، حضر في أولى حلقات “بورتريهات الكتّاب الأفارقة”، التي استقبلها “كرسي الآداب والفنون الإفريقية”، اليوم الأربعاء، في أكاديمية المملكة المغربية بالرباط.

ومن مدغشقر قدمت الكاتبة ميشيل راكوتوسون، التي افتتحت محاضرتها بقول: “لا ننسى شرف استقبال محمد الخامس عندما كان منفيا، كان شرف استقبال ملك، تشبث بالحرية (…) أبعدوه عبر العالم، وعاد أكثر إصرارا”.

وأكبرت الروائية مشروع “كرسي الآداب الإفريقية” ولقاء الكتّاب الأفارقة مع بعضهم البعض، ومناقشة رؤاهم ومشاريعهم ومشكلاتهم، واصفة هذا بـ”السابقة” بعدما شتت الاستعمار كلا من الأفارقة في موضع، “ولو أن لنا معركة مشتركة، وتاريخا مشتركا”.

ورفضت الكاتبة تسميتها بـ”الفرنكفونية” قائلة: “أنا مزدوجة اللغة والثقافة، فأنا متمكنة من لغتين وثقافتين، ولست فرنكفونية”.

وجوابا عن سؤال توجهها إلى فرنسا رغم تاريخ الاستعمار، ربطت الكاتبة الأمر بـ”بروباغاندا في أذهان الناس، حيث كانت فرنسا كلمة ذات هيبة، وشهادتها كذلك، وخروجا من التوحش؛ فأنا من الجيل الذي قيل له إنه نصف متوحش وسابقوه متوحشون؛ لذا ذهبنا إلى فرنسا”، وهي من الصور التي “نستبطنها إلى اليوم في مخيالنا”.

وفي حديث عن رؤيتها للكتابة قالت إن القصة “تشريح”، والرواية “مرض طويل أعالجه وأرتبه”، والمقالة “فعل سياسي”، وأضافت: “الكتابة حياتي، وأطفالي أولوية قبلها؛ لكنها الحياة، هي اختيار في الحياة”.

وحول بداياتها في الكتابة قالت راكوتوسون: “كنت من المحظوظات اللواتي ولجن إلى التعليم، وكنتُ أستاذة”؛ لكن “أبويّ من دفعانني إلى الكتابة، وضعا القلم في يدي، وأول كتاب كان تكريما لجدي الذي بناني لما كنتُ طفلة”.

كما تذكرت الروائية “ثورتها الأولى بعد تفوق مدرسي”، التي تدفقت بعدها “الأشعار والكتابات الأولى، مع الانغمار في القراءة”، ثم محطتها الصحافية في “راديو فرنسا العالمي” حين كانت تصل آلاف الكتب المكتوبة من أنحاء العالم، في مسابقة، اكتشفت فيها “مخيالات أخرى”، خطتها أقلام مثل قلم عبد الرزاق قرنح، الذي حصل على جائزة نوبل للآداب بعد ذلك.

وتنفي الكاتبة أن تكون قد صارت “أقل إحساسا بالثورية بعد الكتابة”؛ فـ”ما زلت أشعر بالغضب؛ لكنه غضب هادئ”، وتعبير منطلق من فكرة “ما الذي يمكن بناؤه عبر الإمكانيات القليلة التي عندي”، وهي القدرة على الكتابة.

لهذا؛ كتبت الروائية لتاريخ “كارثي”؛ لكنه “مشترك” يمكن أن يوجد بالمغرب الذي عاش الاحتلال الأجنبي والتفرقة، مثلما وُجد بالجزائر زمن الاستعمار، وتعيشه اليوم “الأمهات الروسيات والأوكرانيات”.

ومع تنبيهها إلى ندوب الاستعمار “المستمرة في الذهن” بمدغشقر “لدى قوم لهم نفس اللغة، واختلافات جهوية”، بفعل “التفرقة الاستعمارية” و”التقسيم الذكي”، وندوب “الاستعباد، للشباب الأقوى، وإرساله إلى أمريكا والهند…”، دعت الكاتبة إلى طرح سؤال “العنصرية المحلية”، حتى “لا نصطدم بالحائط عندما تحل أزمة اقتصادية، فنبحث عمن نحمله مسؤولية من مهاجر أو آخر”.

وفي ختام الجلسة، سجلت المحاضرة أن “المستقبل هو أن نمسك بأيدي بعضنا”، ضامة راحتيها أمام جمهور أكاديمية المملكة، مع اشتراط “ألا نطلقها”.

[ad_2]