الشاعر جواهري يقدم “رائحة الله” لكوكاس

فنون و إعلام

[ad_1]

بلغة رقراقة وأسلوب بديع قدم الشاعر عبد الرفيع جواهري ديوان الإعلامي والكاتب عبد العزيز كوكاس، الذي اقتحم عالم الشعر بشكل غير موارب في ديوانه الموسوم بـ”رائحة الله”، ولو أنه على خجل أو مهابة أو تواضع أسماه تجنيسا لا يخلو من غرابة “شيء كالشعر”. في هذا التقديم يكشف شاعر دواخل شاعر بلغة شفيفة، تنفرد انزي بريس بنشرها:

منسلاً من بَيْداء السّرد، ممتطيا صهوة مُهْرَة الحنين الى نَسَبِهِ الشعري، يهدينا عبد العزيز كوكاس جديده الشعري، في مُستَهَلّ سنة 2023، وإنْ كان لا يجرُؤُ على تَسمية ما يكتبه شعرا بل هو شيء كالشعر، وأنَّه لم يكتب بعد القصيدة التي يحلم بكتابتها.

في مُستَهَلِّ صفحات “لو كان بالإمكان”، يهدي عبد العزيز ما خَطَّهُ يَراعُه إلى “أمي التي تشبهُ القصيدة، وأستحي من أن أسمِّيَ دونها شعرا…”.

ذلكم هو عبد العزيز كوكاس، وتلك هي شِنْشِنَتُهُ في القول والكتابة. إنَّه حالة لا هي بالشعر ولا بالسَّرد، فهو ضد تجنيس ما يخطه يَراعُه المشاكس. هو دوما مقاتل جسور ضد المسلمات واليقينيات. فلو كان بالإمكان- يقول كوكاس- “لهرولت مع الريح برشاقة ريشة مَرحة بلا أثر، ولا اتكأت على ظلي…”.

“لو كان بالإمكان”، بحثٌ عن نقاء الجذور، عن المعنى واللاّمعنى، حيث الشاهد شهيداً، وحيث تنبثق من كل الجهات رائحة يوسف، وبسمتهُ الفضِّية، وحزن يعقوب.

صفحات “لو كان بالإمكان”، البالغة 124 صفحة وعدد قصائده البالغة 33 قصيدة، مليئة بِدْيَاليكتيك الاستعارات النابضة بالوجع والفرح، بالوجود والعدم، بالولادة والهَباء، بالغموض المُخاتل حيث الأقدام أطول من الجرح.

في “لو كان بالإمكان” يسائل كوكاس اسمه والْتِبَاساته بقسوة وعناد: “يا اسمي، يا ظلي المتَلَبِسُ بي، كيف تكبر معي مثل جلدي؟”، وفي ومضه مباغتة يكشف الشاعر عن سِنِّه بخجل مُرٍّ: “خمسة عقودٍ ونيف وأنا أتدثر باسمي. والأسماء هل تليق بنا أم نليق بها؟”

في أكثر من نص يحاور كوكاس ويجادل الأسماء: “أين ترحل الأسماء بعد فناء الأجسام فينا؟” ثم يصف الاسم بالنشيد الأول.

وبطراوة لغته الآسرة يفسح كوكاس المجال لحقول الذاكرة بالعودة إلى مقروءاته التي تنم عن سعة اطلاع، سواء في الأدب أو الفلسفة، من كوجيطو ديكارت و”الوجود والعدم” لجان بول سارتر إلى “الشيخ والبحر” لهيمنجواي ومن نابوليون الى فان غوغ وبودلير وغير ذلك من الإحالات في خلطة إبداعية.

وخلاصة القول فإن قارئ “لو كان بالإمكان” سيستمتع بلذة القراءة مرددا في الختام: “آه لو كان بالإمكان ألاّ تكون لهذه السانفونية الشعرية نهاية”.

[ad_2]