[ad_1]
قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن الدراسات العلمية والطبية المنجزة بخصوص “التوقيت الصيفي” أظهرت أن عدد الأزمات القلبية يرتفع بـ 25 في المائة خلال أيام الاثنين التي تلي الانتقال إلى التوقيت الجديد مقارنة بأيام الاثنين الأخرى.
وأضاف حمضي، في تصريح لانزي بريس بمناسبة عودة المغرب إلى العمل بتوقيت “GMT+1″، أن التوقيت الصيفي مخالف للطبيعة وأكثر تعقيدا بالنسبة للجسم، حيث تتم خسارة ساعة واحدة من النوم وتقديم الساعة البيولوجية بساعة واحدة، بينما الانتقال إلى التوقيت الشتوي لا يزيد من احتمال خطر الإصابة بنوبة قلبية، على اعتبار أنه التوقيت الفيزيولوجي الأقرب إلى التوقيت الشمسي.
هذا التصريح للطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية يأتي في وقت يعود فيه جدل اعتماد الساعة الإضافية بالمغرب إلى الواجهة، بعد فترة العدول عنها مؤقتا خلال شهر رمضان، إذ لا تزال فئات عريضة من المغاربة ترفض هذا القرار الحكومي، معتبرة أن المغاربة لا يجنون من اعتماد الساعة الإضافية سوى الآثار الجانبية الصحية والنفسية وغير قليل من التذمر والاستياء.
وأعلنت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أنه سيتم الرجوع إلى العمل بالساعة القانونية للمملكة (GMT+1)، وذلك بإضافة ستين دقيقة، عند حلول الساعة الثانية صباحا من يوم غد الأحد؛ الموافق 23 أبريل 2023.
وأوضح الدكتور حمضي أن “الساعة البيولوجية” هي الساعة الداخلية للجسم التي تنظم على مدار 24 ساعة بعض العمليات الفيزيولوجية، مثل النوم والنظام الغذائي، وأن تغيير الساعة يؤثر على الساعة البيولوجية الداخلية ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات ومخاطر صحية، من قبيل اضطرابات النوم واليقظة وحوادث العمل والسير، إلى جانب الاكتئاب واحتشاء عضلة القلب والجلطة الدماغية.
وأضاف الباحث في السياسات والنظم الصحية أن التعرض للضوء في أوقات محددة للغاية له منافع كثيرة على فيزيولوجيا النوم والوظائف غير البصرية للجسم، مثل إفراز الميلاتونين، وهو هرمون تتحكم فيه الساعة البيولوجية ويساعد في تنظيم النوم ونشاط الدماغ ودرجة الحرارة ونظام القلب والأوعية الدموية.
وأكد المتحدث لانزي بريس أن التوقيت الشتوي يعد أكثر سلامة وملاءمة من التوقيت الصيفي، مبرزا أن هذا الأخير مخالف للطبيعة، مستحضرا نتائج دراسة أجريت عام 2018 كشفت زيادة بنسبة 22 في المائة في حالات دخول المستشفى في الولايات المتحدة بسبب الرجفان الأذيني (عدم انتظام ضربات القلب) في الفترة من الاثنين إلى الخميس بعد تغيير الساعة نحو التوقيت الصيفي مقارنة مع أيام الأسبوع نفسها خلال بقية العام، وذلك بسبب فقدان ساعة من النوم. وفي المقابل، لم تلاحظ أي زيادة كبيرة في حالات الاستشفاء على هامش تغيير الساعة نحو التوقيت الشتوي، حيث يتم ربح سعة من النوم.
ويرفض المغاربة اعتماد التوقيت الصيفي طيلة السنة، بالنظر إلى التداعيات النفسية والصحية التي يخلفها هذا القرار على صحة الكبار والصغار، واللخبطة التي ترافق اعتماده خلال الأسابيع الأولى، لاسيما الآثار الجانبية التي تترتب عن قلة النوم، مع خطر النعاس أثناء العمل أو القيادة واضطرابات الانتباه وانخفاض القدرة على التركيز، علاوة على اضطرابات المزاج والعصبية ومشاكل الشهية مع الشعور بالجوع في ساعات مغايرة.
ويواجه قرار اعتماد الساعة الإضافية انتقادات لاذعة من قبل شريحة واسعة من المواطنين المغاربة، شيبا وشبابا، مبدين تشبثا كبيرا بتوقيت غرينتش الذي يرونه الأنسب للمغرب والمغاربة، رافضين “المتاجرة براحة وصحة المغاربة”، خاصة الأطفال الذين يغادرون أفرشتهم تحت جنح الظلام قصد الالتحاق بمقاعد الدراسة.
[ad_2]