[ad_1]
استنكر بلاغ للرّأي العام، صادر عن مكتب جمعية نادي الرّيف للسينما، ما سمّاه “إقصاء الفعل السّينمائي الأمازيغي بمنطقة الرّيف من الاستكتاب الذي أطلقه المعهد الملكي للثّقافة الأمازيغية من أجل تأليف كتاب جماعي حول موضوع: ‘ثلاثون سنة من السّينما الأمازيغية: أسئلة التأسيس وأسئلة الإبداع’”.
واعتبر البلاغ ذاته أن “المؤسّسة التي أُنْشِئَت من أجل ثقافة وهوية كل ‘إمازيغن’ المغرب انزلقت نحو تغليب مكون واحد على حساب باقي مكونات الجسم الأمازيغي، مستشهدة بشكل غير مفهوم ببعض الأسماء وبعض الشركات والمؤسسات بعينها المنتمية إلى جهة محددة؛ في حين أن التراكم الفني والنوعي المسجل في المجال السينمائي الأمازيغي ساهم فيه أشخاص وشركات ومؤسسات متعددة من مختلف التعبيرات والجهات”.
وأكّد المصدر ذاته أنّ “مشروع هذه الأرضية يعيد إلى الأذهان نقاشات سيادة النزعة السوسية التي تحرك عمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؛ وذلك من دون أي إشارة من قريب أو من بعيد إلى الفعل السينمائي الأمازيغي بمنطقة الريف”، وهو ما اعتبره النّادي “ينمّ عن جهل أو رغبة في الإقصاء من طرف بعض أطر المعهد، وهو ما لا يليق بمؤسسة ملكية موجهة إلى كل المغاربة وذات طابع أكاديمي”.
وأبرزت الوثيقة أن “التجربة السينمائية بالريف تعد استثنائية من حيث مواضيعها وجودتها وجرأتها أيضا، دون إغفال حمولاتها الثقافية واللغوية التي تضفي عليها صفة السينما الأمازيغية، كما أنها تشتغل بتقنيات حديثة وبحرفية عالية، ما جعلها محط اهتمام المهرجانات الدولية والمدارس السينمائية ومعاهد التكوين والبحوث الجامعية، من دون اهتمام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي مازال مع الأسف حبيس حسابات ضيقة”، حسب الوارد فيها.
كما عبّر مكتب الجمعية في بلاغه عن استنكاره ما اعتبرها “انزياحات لا تخدم في شيء الثّقافة واللغة الأمازيغية”، معتبرًا إعلان المعهد الملكي “تغيبا وانتقاصا من مجهودات الأشخاص والشركات والمؤسسات في جهة الريف التي أعطت الشيء الكثير للسينما الأمازيغية على المستوى الوطني وأيضا على مستوى العالم، من خلال المهرجانات التي شاركت فيها الأفلام المنتجة بجودة عالية أقرها النقاد وأكدتها الجوائز التي حصدتها في مختلف المحافل السينمائية”.
ودعا البلاغ في الختام مسؤولي المعهد الملكي إلى “إعادة صياغة البلاغ بشكل يحفظ المساواة بين مختلف مكونات الجسم الأمازيغي بالمغرب، مع احترام المجهودات التي يقوم بها كل المتدخلين في المجال”.
وفي اتّصال هاتفي لاكاديري بأحمد المنادي، مدير مركز الدّراسات الفنية والتعبيرات الأدبية والإنتاج السمعي البصري بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، قال إن “الإعلان موجه إلى جميع المهتمين والكتاب الذين يكتبون عن السينما الأمازيغية في المغرب وفي ديار المهجر”، مؤكّدا أنه يتعلّق بالاستكتاب فقط، وليس بمقال أو حصيلة الأعمال في السينما الأمازيغية، وبالتالي “من الطبيعي أن يكون عاما وألا يتطرق لتفاصيل الموضوع ولكل الأسماء المساهمة في تطوير هذه السينما والنهوض بها، التي مجال التفصيل فيها هو المقالات المنتظرة من الكتّاب والمهتمين الذين سيتفاعلون إيجابا مع الإعلان”.
وأضاف المتحدّث ذاته: “جريا على عادة الأوراق التقديمية لهذا النوع من الإعلانات فقد تمت الإشارة إلى بعض أسماء المخرجين وبعض شركات الإنتاج الذين كانوا سباقين إلى العمل في مجال السينما الأمازيغية، خاصة في مرحلة أفلام الفيديو، من باب التمثيل والإشارة وليس من باب الحصْر”.
ولابد من التأكيد، يتابع المنادي، أن “باحثي مركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري بالمعهد، الذين ساهموا في بلورة هذا الإعلان، ومنهم من ينتمي إلى الريف، ومن ينتمي إلى الأطلس المتوسط، ومن ينتمي إلى الجنوب، يدركون أهمية الجهود التي يبذلها كل العاملين في مجال السينما الأمازيغية في مختلف مناطق المغرب وفي المهجر، ويعون بجدّ أدوارهم الطلائعية في هذا الباب”.
كما عبّر المتحدث عن ترحيب المعهد بجميع من يريد المساهمة في تقييم حصيلة السينما الأمازيغية خلال العقود الثلاثة الماضية، على شكل مقالات علمية أكاديمية، مؤكّدا أن “المعهد سيكون فخورًا بنشرها في إطار الكتاب الجماعي المخصص للموضوع حال حظيت بموافقة اللجنة العلمية المكلفة بتحكيم المقالات واعتمادها للنشر، كما هو متعارف عليه في أدبيات النشر العلمي في الأوساط الأكاديمية”.
وفي ختام تصريحه لاكاديري قال المنادي: “إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحرص دائما على تشجيع ودعم كل الأعمال الأدبية والفنية والسينمائية التي أثبتت حضورها من خلال جودتها، بغض النظر عن انتماء أصحابها إلى منطقة دون أخرى”، مستشهدًا بالأفلام الخمسة التي نالت جائزة الثقافة الأمازيغية للمعهد خلال السنوات الأربع الأخيرة، ومنها ثلاثة ينتمي مخرجوها إلى منطقة الريف؛ ويتعلّق الأمر بفيلم “إيبيرتا” للمخرج محمد بوزكو (جائزة سنة 2017)، وفيلم “الوحوش” للمخرج محمد فوزي أكسيل (جائزة سنة 2018)، وفيلم “درز ن تمازغا” للمخرج طارق الإدريسي (جائزة سنة 2020).
[ad_2]