دعوة من البرهان للأمم المتحدة لتصنيف الدعم السريع كجماعة إرهابية

البرهان يدعو لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية على الصعيد الدولي.

آخر الأخبار اخبار دولية

أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، عن دعمه للجهود الرامية إلى إنهاء الحرب المدمرة في بلاده، بشرط أن تؤدي تلك الجهود إلى إنهاء سيطرة قوات الدعم السريع على المناطق التي احتلتها.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار البرهان إلى أن دولاً من المنطقة تقدم دعماً لقوات الدعم السريع، يشمل التمويل والأسلحة والمرتزقة، دون أن يذكر أية دول بشكل محدد.

ودعا البرهان الأمم المتحدة إلى تصنيف قوات الدعم السريع كـ”جماعة إرهابية”، متهماً إياها بعرقلة مساعي السلام.

وأوضح البرهان في خطابه أن قوات الدعم السريع هي مليشيا مسلحة تمردت على الدولة وارتكبت جرائم تستدعي تصنيفها كجماعة إرهابية، مشدداً على أن المنظمة الدولية يجب أن تتولى هذا التصنيف.

كما أكد البرهان استعداد الحكومة السودانية للتجاوب مع أي مبادرة تهدف إلى إنهاء الحرب، شريطة أن تحترم تلك المبادرة سيادة السودان وتساهم في تحرير المناطق المحتلة من قبل الميليشيات المتمردة.

وأكد أن الحكومة المدعومة من الجيش لن تقبل مشاركة أي دولة تدعم قوات الدعم السريع في عملية السلام، وأن أي عملية من هذا القبيل ينبغي أن تشمل إلقاء قوات الدعم السريع سلاحها والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

وأضاف: “نحن مستمرون في هزيمة هؤلاء المعتدين وطردهم، بغض النظر عن مقدار المساعدة والدعم الذي يجدونه”.

بدوره أكد قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الخميس، استعداده لتنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد وتسهيل توصيل المساعدات.

وذكر دقلو في كلمة مسجلة موجهة للجمعية العامة للأمم المتحدة “بلادنا ما تزال تعيش واقعاً مأساوياً أفرزته الحرب التي أشعلها النظام القديم (..) وأن حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت جراء رفضنا الانقلاب على الحكومة المدنية”.

وأتت تصريحات البرهان ودقلو، بعدما أطلق الجيش السوداني، فجر الخميس، هجوماً لاستعادة الأراضي في العاصمة السودانية الخرطوم وبحري إلى الشمال منها، بنيران المدفعية الثقيلة والضربات الجوية.

ولم يصدر عن قوات الدعم السريع بيانات رسمية حول هجوم قوات الجيش على مواقعها في الخرطوم.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لبي بي سي إن ما لا يقل عن ثمانية وسبعين مدنياً قُتلوا في غارات جوية وقصف في العاصمة هذا الشهر، قبل شن الهجوم الجديد الخميس.

ودعا المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان، جيريمي لورانس، إلى وقف فوري لإطلاق النار، معرباً عن قلقه بشأن سلامة المدنيين، ومحذراً من المزيد من النزوح والأضرار التي تلحق بالبنية التحتية.

ولا تزال هناك تقارير عن قتال عنيف في الخرطوم وحولها. وقال مصدر في الجيش لوكالة فرانس برس إن قوات الجيش السوداني “تخوض معارك ضارية ضد الميليشيا المتمردة داخل الخرطوم”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

واندلعت الحرب في السودان منذ أن انخرط الجيش وقوات الدعم السريع في صراع شرس على السلطة في أبريل/نيسان عام 2023، ما أدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وقُتل ما يصل إلى 150 ألف سوداني في الصراع، فيما أُجبِر أكثر من 10 ملايين، أي نحو خُمس السكان، على ترك منازلهم.

وأفاد شهود عيان بقصف جوي مكثف ومعارك عنيفة يوم الخميس، فيما عبرت قوات الجيش جسرين رئيسيين فوق نهر النيل، الذي يفصل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في أم درمان عن المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ومنذ بداية الحرب، سيطرت الميليشيات شبه العسكرية على معظم أنحاء العاصمة تقريباً.

ويبدو أن التقدم الذي أحرزته القوات الحكومية يوم الخميس، هو أول محاولة كبيرة منذ شهور لاستعادة بعض الأراضي.

هل يمكن إنقاذ السودان من “المجاعة”؟

الحرب في السودان: “قتلوا أخي وابن أخي وطالبوني بأن أنطق الشهادتين”

“مستقبلنا انتهى”: نساء فررن من الحرب في السودان يتحدثن لبي بي سي

ووقعت معظم أسوأ المعارك وأكثرها كثافة في مناطق مكتظة بالسكان. واتهم كل من الجانبين الآخر بقصف المناطق المدنية دون تمييز.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن ما لا يقل عن 20 ألف شخص قتلوا، لكن بعض التقديرات تشير إلى مقتل ما يصل إلى 150 ألف شخص.

وحذرت الأمم المتحدة الأربعاء من أن “الأعمال العدائية المستمرة في جميع أنحاء البلاد جلبت البؤس على ملايين المدنيين، ما أدى إلى اندلاع أسرع أزمة نزوح في العالم”.

وأشارت إلى أن نصف عدد النازحين البالغ عددهم في المجمل عشرة ملايين، هم من الأطفال، بينما سعى ما لا يقل عن مليوني سوداني إلى الحماية في الدول المجاورة.

كما وصفت الأمم المتحدة السودان بأنه يواجه “أكبر أزمة جوع في العالم”. وهناك مخاوف من انتشار المجاعة على نطاق أوسع، حيث لم يتمكن الناس من زراعة أي محاصيل.

وأُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم للاجئين في دارفور بالقرب من مدينة الفاشر، العاصمة الوحيدة من بين خمس عواصم ولايات في دارفور لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع بعد، حيث شنت قوات الدعم السريع نهاية الأسبوع الماضي هجوما واسع النطاق بعد أشهر من الحصار.

وكانت هناك تحذيرات من إبادة جماعية محتملة ضد السودانيين غير العرب في منطقة دارفور الغربية.

كما ينتشر وباء الكوليرا في مختلف أنحاء البلاد، حيث توفي أكثر من 430 شخصاً بسبب هذا المرض الذي يسهل علاجه، خلال الشهر الماضي، وفقاً لوزارة الصحة يوم الأربعاء.

ومع ذلك، فإن إيصال العلاج إلى المناطق المتضررة بات أمراً في غاية التعقيد بسبب الصراع.

وقالت مسؤولة الإغاثة في الأمم المتحدة جويس ميسويا في تصريح لها “لقد تحمل الناس في السودان 17 شهرا من الجحيم، والمعاناة مستمرة في الازدياد”.