[ad_1]
حل الصيف وبدأت العطلة وموسم الاصطياف الشاطئي في العديد من المدن المغربية الساحلية، خصوصا شمال المملكة الذي يشهد تدفقا ملحوظا للسياح سنويا خلال هذه الفترة؛ لكن اختيار الوجهات لا يزال محكوما بمدى حضور قناديل البحر ببعض الشواطئ، بما أنها باتت محددا أساسيا في انتقاء شواطئ الاستجمام من طرف العائلات المغربية.
وتعرفُ شواطئ الشمال المغربي تذمرا سنويا من طرف المصطافين المغاربة، نظرا لكونها تفسد متعة السباحة البحرية، وخصوصا في أولئك الذين يتعرضون للسعات قناديل البحر المنتشرة بكثافة في تلك المناطق. وكانت هذه الظاهرة في البداية تخلق تخوفات لدى من تعرض للإصابة، قبل أن يثير الأمر جدلا و”نقاشا عموميا” ساهم في إيضاح الكثير من الأفكار الغامضة عن “الأكوا بيبا” ودرجة خطورة لسعاتها.
وتعليقا على لسعات قناديل البحر من الناحية الطبية، أوصى محمد عريوة، طبيب عام، بأن “يتم تجنب الاصطياف الشاطئي في الأماكن التي تعرف ظهورا لافتا لهذه القناديل”، مبرزا أنها “تفرز سما، رغم أن لسعاتها ليست بالخطيرة، ولكنها تفسد الاستجمام لكونها تترك ألما موضعيا قد يمتد إلى حساسية تصيب الجسم بأكمله، وقد تسبب الطفح الجلدي والقيء أيضا”.
وشدد الطبيب، في تصريحه لانزي بريس، على أن “من تعرض للسعة فعليه أن يخرج من البحر في الحين، ثم يتوجه مباشرة إلى أقرب طبيب، تفاديا لتطور اللسعة وللتقليل من حدة الالتهابات التي تسببها، عبر تناول بعض العقاقير ومضادات الالتهاب”، موضحا أن “تأثير الحساسية التي تتسبب فيها لسعة القناديل تختلف من حيث السن، ومن ثم تحمل اللسعات يكون ضعيفا عن الأطفال”.
وأضاف المتحدث عينه: “إلى حدود الآن، ليست هناك حالات خطيرة تم تسجيلها؛ لكن الاحتمالات تبقى مرتفعة وواردة”، مسجلا أن “بعض الحالات تسبب لها اللسعات حكة مزعجة تدوم لأيام وبعضها تعرف صعوبة في التنفس. لذلك، لا بد من الحذر من هذه القناديل وعدم الاستخفاف بها، ومحاولة الابتعاد ما أمكن عن أماكن وجودها، في إطار العقيدة الطبية القائلة: الوقاية خير من العلاج”.
من جهته، قال مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن “خروج قناديل البحر صارت عادة سنوية، بمختلف دول ساحل البحر الأبيض المتوسط، من المغرب إلى مصر ولبنان وسوريا..”، موضحا أن هذا يرجع بالدرجة الأولى إلى ارتفاع نسبة التلوث، وخصوصا الملوثات العضوية والبلاستيكية، بحيث صار البحر المتوسط بنعت بـ”قمامة” البدان المطلة على المتوسط من الجهتين الإفريقية والأوروبية وأيضا الآسيوية”.
وأفاد بنرامل، في حديثه لجريدة انزي بريس، بأن “هذه الكميات الهائلة من النفايات تسعف قناديل البحر من الاختباء وتنجيها من التعرض للافتراس من قبل السلاحف والأسماك”، لافتا إلى أن “الصيد غير العقلاني والجائر بدوره قضى على جزء مهم من الثروة السمكية التي كانت تتخذ من هذه القناديل غذاء لها، فصارت الأخيرة تنتعش في السواحل وتصعد إلى سطح البحر خلال فصلي الربيع والصيف”.
وأكد الخبير البيئي أن “التغيرات المناخية وارتفاع نسبة الاحترار العالمي ساهمت بدورها في تنامي ظاهرة القناديل البحرية في السنوات الأخيرة، وبخروجها من المياه العميقة إلى المياه الشاطئية؛ ما يجعلها قريبة جدا من المصطافين”، مسجلا أن “للظاهرة أسبابا بيئية وأيضا بشرية، ومن ثم يستحسن للمصطافين المغاربة أن يبحثوا عن فضاءات شاطئية يكون فيها حضور القناديل ضعيفا أو منعدما”.
[ad_2]