[ad_1]
كيف يمكنُ أن نجعل من الأعياد الدينية قيمة للتعايش بين حساسيات دينية مختلفة؟ لعل هذا هو السؤال الذي اهتدت إليه انزي بريس، قبل أن تفكر في منح فرصة لعقائد دينية مطروحة في المغرب وتعيش ضمن مكونات المجتمع المغربي: يهود، ومسيحيون وبهائيون… لكي تتمنى، بطريقتها، للمُسلمين، بالمغرب خصوصا وبالعالم بشكل عام، عيدا مباركا سعيدا.
انزي بريس تمنحُ الفرصة لهذه العقائد المغربية “غير الرسمية”، ربما، “تذكيرا بالتنوع”، و”انتصارا للسلام”، وللاختلاف باعتباره عنصرا حيويا في ضبط الأمن الاجتماعي، ضمن بنية ثقافية مغربية معقدة حينا، ومنفتحة وغنية حينا آخر.
كادوش: العيد جزء من طفولتي
جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكش آسفي، قال إن “تهنئة المسلمين بعيد الأضحى جزء لا يتجزأ من معيشنا منذ كنا صغارا بمراكش، وكنا نعيش هذه الأجواء حتى صارت عنصرا من ثقافتنا، رغم أنه من الناحية الدينية والعقدية شيء آخر كليا”، لافتا إلى أن “والده الراحل كان حريصا أن يقتني لهم ملابس جديدة ليحتفلوا مع أطفال المسلمين، ويأخذهم عند الجيران الذين يُحيون شريعة عيد الأضحى، ليسلم عليهم ويؤكد قيمة التعايش الثمينة والنفيسة التي تجمعه بهم”.
وأفاد كدوش، ضمن تصريحه لانزي بريس، بأن “هذا العيد ليس شيئا عاديا بالنسبة لنا، لكونه يذكرني بذلك التعايش الفريد الذي كان يعيشه اليهود بالمغرب قبل 60 سنة عشتها بتفاصيلها وبكافة مناسباتها الدينية عند المسلمين”، لافتا إلى أن “المغرب ظل محصنا وآمنا من التيارات المتطرفة لأن التكوين الثقافي المغربي فيه شيء ليس في ثقافات أخرى، ومن ثم لم نشعر قط بأننا مواطنون من الدرجة الثانية لكوننا يهودا، بل كنا دائما متيقنين بأننا مغاربة لنا كل الحقوق دون تمييز أو إقصاء”.
وشدد المغربي اليهودي على أن “عيد الأضحى يذكرني بحادثة رائعة ما زالت تطبع ذاكرتي، وهي أنه حين زرنا مرة معارفنا المسلمين، حاول الأطفال في سني أن يقدموا لي بعضا من لحم الأضحية؛ لكن والدهم تدخل في الحين بطريقة لبقة ومبهرة أوضح لهم من خلالها أننا كيهود لا نأكل من تلك الذبيحة لأسباب دينية”، خاتما بأن “المغرب صار يستعيد هذا النفس الحداثي المنفتح، بعد استيعاب العديد من المغاربة أننا لِننجو في عالم اليوم، فعلينا أن نقر بحق الآخر في أن يكون مختلفا، وهذا شيء أصيل وقديم فينا كمغاربة”.
السوسي: المناسبات الدينية فرصة
مصطفى السوسي، الكاتب العام لتنسيقية المغاربة المسيحيين، هنأ “كافة المسلمين، ملكا وشعبا، بعيد الأضحى،”، ثم أضاف أن “المغاربة المسيحيين يحملون تقديرا كبيرا لكل الحساسيات الدينية الأخرى، بما أن المواطنة أسبق على العقيدة الدينية. ولهذا، نحن نتمنى أن تغدو هذه المناسبة فرصة لقبول كل المعتقدين بعقائد أخرى وتبادل التهاني والتبريكات مع كل المغاربة المختلفين دينيا، في جميع مناسباتهم الدينية والوطنية”.
وأضاف السوسي، في تواصله مع جريدة انزي بريس، أن “الـ”تمغربيت” هي الأصل، لذلك أجواء العيد ليست غريبة عنا، رغم كوننا مسيحيين، وليست في صلب عقيدتنا”، مبرزا أن “الهوية المغربية مفتوحة ومتنوعة وغنية.. وهذا الغنى هو الذي يجعل المغاربة شعبا فريدا ورائعا، حيث كان الأجداد لا يولون أهمية كبيرة للاختلاف؛ بل يتعايشون عفويا في ظل العيش المشترك، الذي كان يميز المغاربة بالمقارنة مع شعوب أخرى من المنطقة”.
وتمنى المغربي المسيحي أن تكون هذه المناسبة بمثابة فرصة للتذكير بأن قوتنا كشعب في اختلافاتنا، التي لا تجعلنا نسخا متشابهة وتجعلنا بالمقابل وطنا جامعا لأبنائه”، ذاكرا أن “هذا العيد الذي يحييه كافة المسلمين بالمغرب والعالم، سيكون رائعا أن يثير انتباه الحكومة المغربية، والاهتمام بمطالبنا، انتصارا لكل المغاربة، في ظل دولة مدنية قوية ومحايدة تجاه مواطنيها… صلواتنا من أجل كل المغاربة”.
بقير: الوحدة في التنوع
ياسين بقير، عضو مكتب اتصال البهائيين المغاربة، قال إنه “إيمانا بمبادئ الوحدة في التنوع والعيش المشترك وأهمية تقوية أواصر المحبة والألفة والاتحاد والتآخي في جميع الأوطان، ولبناء مجتمعات منسجمة ومتناغمة تضمن الاستقرار والرفاه لجميع مواطنيها، يسهر البهائيون دائما على ربط علاقات متينة وعميقة مع إخوانهم من مختلف الديانات في حياتهم اليومية وخاصة خلال الأعياد والأفراح التي تتميز بعادات عريقة وسامية كصلة الرحم، وغيرها”.
وشدد بقير، ضمن تواصله مع انزي بريس، على أنه لتكريس هذه المبادئ ولتعزيز حس المواطنة الإيجابية والشاملة للجميع يدأب البهائيون المغاربة في كل المناسبات على تهنئة إخوانهم المغاربة من مختلف المعتقدات بأعيادهم وأفراحهم واحتفالاتهم”، مذكرا بأن “بعض هذه الأعياد والمناسبات، كعيد الأضحى المبارك، تكتسي بُعدا ثقافيا ووجدانيا تنصهر فيه جميع مكونات وطننا، بحكم أن غالبية المغاربة يؤدون هذه الشعيرة المقدسة التي صارت جزءا لا يتجزأ من هوية كل المغاربة، بحكم التاريخ والعادات”.
وأضاف البهائي المغربي أنه “بالرغم من أن البهائيين لا يؤدون شعيرة الأضحية ولهم أعيادهم الخاصة، فإن العلاقات الودية تتقوى خلال هذه المناسبات مع الأصدقاء والأحباب والعائلة الممتدة عن طريق الزيارات وصلة الرحم، وتكون دليلا واضحا وصريحا على قابلية تعايش جزء مهم من المجتمع، وانفتاح الهوية المغربية، ومدى اعتزازنا بمغربيتنا والتزامنا بثوابت الوطن ومقدساته”، مغتنما الفرصة لتهنئة “أمير المؤمنين الملك محمد السادس وأفراد عائلته، وكلّ المسلمين المغاربة وعبر العالم”.
[ad_2]