[ad_1]
كشف تقرير حديث أن “اللغة العربية هي الأكثر استعمالا في قطاع النشر بالمغرب، بنسبة تقارب الـ80 في المائة، متبوعة بالفرنسية بنسبة تفوق 17 في المائة، ثم الأمازيغية والإنجليزية، والإسبانية بنسب متفاوتة لا تتعدى 3 في المائة”.
وأفاد التقرير، الذي صدر عن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء حول “وضعية النشر والكتاب في المغرب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية لسنة 2022″، بأن “استخدام اللغة العربية في مجالات الإنتاج الأدبي والفكري لا يزال في منحى تصاعدي بالمغرب، في وقت تستمر الفرنسية في الانخفاض”.
هيمنة الأدب
رصد التقرير عينه أن “الإنتاج الإبداعي الأدبي بالمغرب لا يزال مهيمنا على الإنتاجات الأخرى، إذ احتل سنة 2022 نسبة تفوق الـ18 في المائة من مجموع الكتب المنشورة بمعدل 274 عنوانا، تليه الدراسات القانونية بمعدل 242 عنوانا، ثم الإنتاجات التاريخية بمعدل 152 عنوانا”.
وجاءت الإنتاجات الإسلامية، حسب المصدر عينه، في “المرتبة الرابعة بنسبة 9,62 في المائة من مجموع الكتب المنشورة بالمغرب، في وقت لم تتعد فيه المنشورات في مجال الجغرافيا وتدبير المقاولات نسب 1 في المائة لتحل في المرتبة الأخيرة”.
ويعرف مجال الإبداع الأدبي المغربي هيمنة “قوية” للسرد بمعدل يصل إلى 134 عنوانا، إذ بلغ إنتاج الرواية والقصة القصيرة ثم الشعر والأدب نسبة 18,71 في المائة من الحصيلة السنوية، غالبيتها جاءت باللغة العربية، فيما بلغت الفرنسية منها نسبة لا تتجاوز 14 في المائة؛ ما يؤشر على وجود تراجع في الإصدارات المغربية بهذه اللغة، وفق المصدر ذاته.
حضور أمازيغي محتشم
بيّنت أرقام التقرير سالف الذكر وجود “احتشام قوي” للإصدارات الأمازيغية بنسبة 2 في المائة من مجموع المنشورات بالمغرب، وهو الأمر عينه بالنسبة للإنجليزية والإسبانية منها.
وفيما يخص الأعمال المترجمة، كشفت معطيات المصدر ذاته أن “نسب هاته الأعمال ضئيلة من مجموع المنشورات بالمغرب، إذ لا تتجاوز نسبة 5 في المائة، بمعدل محتشم وصل إلى 63 نصا مترجما، غالبيتها ترجمت إلى اللغة العربية من لغات أولها الفرنسية ثم الإنجليزية، الأخيرة التي تتم عملية ترجمتها من خلال الفرنسية أيضا نظرا للاعتبارات التاريخية المتمثلة في الاستعمار الفرنسي الذي طال النخب الفكرية المغربية”.
ويشكل المغاربة الجنسية “المهيمنة” في صفوف المترجمين للمنشورات التي خضعت لدراسة المؤسسة سالفة الذكر، بمعدل 49 عنوانا، يليهم المصريون واليمنيون بمعدل عنوان لكل واحد منهما، ثم جنسيات أخرى لم يحددها التقرير.
تركز المنشورات المغربية، حسب تقرير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود بالدار البيضاء، على “مواضيع المحيط المغربي، ولا يستطيع الخروج منها إلا نادرا، إذ يهتم أساسا بالقضايا الوطنية، بمعدل يفوق 900 عنوان، في وقت عالجت فيه العناوين الأخرى موضوعات متعلقة بالوضع الإقليمي وأوروبا ثم العالم العربي وإفريقيا، وتاريخ الأندلس في العصور الوسطى”.
تفوق المؤلفين الذكور
المؤسسة السعودية استندت إلى البيانات المثبتة في مجموع الكتب الصادرة خلال سنة 2022، والتي تظهر أن “16 عنوانا منها هو عبارة عن رسائل جامعية، غالبيتها بحوث دكتوراه، تم تطويرها لتصبح كتبا”.
أما عن جنسية المؤلفين، فقد بين التقرير عينه أن “قطاع النشر في المغرب يركز أساسا على المؤلفين المغاربة، إذ تصل نسبهم إلى ما يفوق 86 في المائة، ثم الفرنسيون، والتونسيون، والمصريون، إلى جانب الإسبان والجزائريين، بنسب لا تتعدى 3 في المائة”.
وفي السياق عينه، فإن “الذكور لا يزالون يهيمنون على قطاع التأليف بنسب كبيرة تفوق 84 في المائة، على الرغم من اتساع دائرة تمدرس الفتيات وبلوغهن الجامعات”.
ودائما حول الحضور النسائي في مجال النشر والتأليف، فإن “المؤلفات المغربيات يركزن أساسا على المجال الأدبي، بنسبة تصل إلى 27,24 في المائة، ثم الدراسات القانونية والمجتمعية والتاريخية بنسب متفاوتة، غالبيتها العظمة تنحصر في تأليفها على اللغة العربية التي المهيمن الأول في مجال النشر والتأليف المغربي”.
ضعف النشر بالجامعات
فيما يخص وضعية النشر بالمغرب، أوضحت المعطيات ذاتها أن “حصيلة سنة 2022 فاقت الألف عنوان، بمعدل 253 ناشرا مغربيا، بادر 260 ناشرا منهم إلى نشر كتبهم من نفقاتهم الخاصة؛ وهو ما يوضح مشكلة استمرارية مشكل ضعف الهيكلة في هذا القطاع ببلادنا”.
أما الناشرون المؤسساتيون، فقد سجلت الدراسة أنه “رغم تزايد المؤسسات العمومية، والجمعيات المدنية، الناشطة في مجال النشر، فإن إصداراتها تبقى محتشمة وضئيلة”.
وفي معطى مثير، أكد المصدر ذاته أن “الجامعات المغربية مجتمعة لم تنشر في سنة 2022 إلا ما معدله 55 عنوانا فقط، أي بمعدل 4,23 من العناوين لكل جامعة مغربية طوال السنة الماضية”.
وبخصوص دعم النشر بالمغرب، فقد استفاد، حسب المؤسسة ذاتها، ما مجموعه 93 كتابا من الدعم المخصص للنشر؛ فيما تبقى وزارة الثقافة والشباب والتواصل أكبر المساهمين في هذا المجال، بعدما دعمت ماليا 46 عنوانا سنة 2022.
أما عن متوسط سعر الكتاب بالمغرب، فيبقى، حسب ما رود في المعطيات عينها، “منخفضا مقارنة بدول الجوار، بمعدل 96,65 درهما”. إلى جانب منشورات مغاربة الخارج فقد بلغت 282 عنوانا خلال سنة 2022، غالبيتها في فرنسا ومنطقة الشرق الأوسط، وبنسب ضئيلة في المغرب العربي لا تتعدى 14 في المائة”.
[ad_2]