[ad_1]
شدد مسؤولون داخل برلمانات مختلف الدول على أهمية الحوار بين الأديان في فك النزاعات وضمان استقرار الدول، فيما دعا البعض إلى استلهام تجربة المغرب في مجال التعايش بين الأديان، وذلك خلال افتتاح المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان، اليوم الثلاثاء، بمدينة مراكش.
ونوه رئيس الاتحاد البرلماني الدولي بمضمون الرسالة الملكية التي تلاها رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، مبرزا أنها “رسالة سلم وعدل، جمعت الأفكار التي نتداولها في هذا المؤتمر”.
رئيس الاتحاد البرلماني الدولي نبه كذلك إلى أن ما يعيشه العالم في عدد من المناطق يعد أفدح مما تسببت فيه جائحة كورونا، مضيفا: “لم نتعلم من الجائحة والنزاعات استفحلت”.
وأورد المتحدث أن المغرب لديه باع طويل في التعايش بين الثقافات والأديان على مر التاريخ، داعيا إلى الاستفادة من هذه التجربة.
وفي سياق حديثه عن الممارسات الفضلى، ذكر الأمين العام للاتحاد البرلماني العالمي أن برلمان نيوزيلاندا أوقف عمله بعدما تعرضت كنيسة للهجوم ودعا ممثلي مختلف الديانات إلى التحدث أمامه، مناديا ممثلي مختلف البرلمانات الحاضرين بمؤتمر مراكش لعرض مثل هذه التجارب ومشاركتها خلال حلقات النقاش التي ستعرفها فعاليات هذا الحدث الدولي.
من جهة أخرى، أورد المتحدث في كلمته أن الاتحاد البرلماني اجتمع بمراكش قبل 20 سنة، وهي مدينة للتعايش بين الأديان عبر التاريخ، وشهدت التوقيع على وثيقة مهمة، تتعلق بإعلان مراكش للأقليات عبر العالم.
وفي حديثه عن المبادئ التي يتأسس عليها الاتحاد البرلماني الدولي، أشار الأمين العام إلى خمسة قيم: المساواة، الإدماج، الاحترام، النزاهة والتضامن، مشددا على أن هذه الهيئة العالمية “تحرص على جمع البرلمانيين وبحث وتدارس الممارسات الفضلى حول كيفية التعاطي مع الدين والمعتقدات، وإيجاد سبل لبناء مجتمع عادل تسود فيه العدالة والمساواة، دون أن نبقي أحدا في الخلف”.
ممثلة جماعة التنسيق النسوي في نيجيريا أكدت، من جهتها، أن القارة الإفريقية هي أكثر منطقة تحتاج إلى مجهودات لتعزيز السلم، بسبب انتشار النزاعات داخل دولها.
ودعت المتحدثة في هذا السياق إلى التحرك وعدم الانتظار إلى أن يحصل الأفظع، قائلة: “نحن في حاجة إلى مزيد من الحوار بين زعماء الديانات لحل النزاعات المستفحلة عبر العالم”.
وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان شباب يشتغلون في مجال دعم السلم والحوار، حكوا تجاربهم الإنسانية كشباب عاشوا تداعيات النزاعات التي أسفرت عن مقتل أقاربهم.
وفي هذا الإطار، روى الشاب إلدفونصي من بوروندي أن والدته توفيت وهو في عمر لا يتجاوز 3 سنوات بسبب النزاعات، وأن هذه التجربة التي عاشها دفعته إلى الاشتغال في مجال تعزيز الحوار وإيجاد حلول للخلافات.
ودعا إلدفونصي في كلمته إلى وضع فضاء للحوار بين الأديان، مؤكدا أنه في “غياب صداقة بين الأديان يسهل اعتماد خطابات الكراهية”.
من جهتها، عبرت الشابة هيلة يون من أفغانستان عن أسفها بسبب ما تعانيه النساء والفتيات في بلدها، خاصة فيما يتعلق بمنعهن من التعليم، “بينما الإسلام يحث على التعليم، وأول آية نزلت هي اقرأ، كما أن فاطمة ابنة الرسول (ص) لم يمنعها أبوها من التعلم”.
وقالت: “أمي ضربت بالرصاص مرتين وتوفيت على إثر ذلك، وهي مثال صغير لحجم المأساة التي تحدث في البلد”.
وتابعت: “نحتاج إلى كثير من التسامح، الله أعطانا آذانا لنسمع بها وأفواها لنتحدث بها”، وناشدت المسؤولين دعمها ودعم المنظمات التي تعمل في مجال السلم والحوار “لمنحنا فرصة الحديث مثل اليوم، قفوا معنا واسمعوا أصواتنا خلال وضع السياسات وتنفيذها”.
[ad_2]