إصدار يناقش الحرية والعدالة بالتشيلي

فنون و إعلام

[ad_1]

استضاف رواق وزارة الثقافة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط لقاء ثقافيا لتقديم كتاب يحمل عنوان: “LA PRIMERA LIBERTAD Y LA NUEVA CONSTITUCIÓN”، ترجمته إلى اللغة العربية: “الحرية الأولى والدستور الجديد”، لكاتبه التشيلي خورخي دراغو كارليبارينو.

اللقاء نظمه المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بمدينة كوكمبو، التابع للسفارة المغربية بالعاصمة سانتياغو التشيلية، بتنسيق مع وزارة الشباب والثقافية والتواصل المغربية.

تطرق خورخي دراغو، الذي اشتغل لأزيد من عقدين باحثا بقسم الهندسة الكيميائية والبيئية التابع لجامعة “فيديريكو سانتا ماريا” التشيلية، في كتابه هذا لمفاهيم متداخلة ومعقدة تروم فحص وتحليل العلاقة القائمة بين الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة.

هذا المؤلف، الصادر سنة 2022، يغوص في الدوافع الرئيسية الذي أدت إلى حدوث أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية بجمهورية التشيلي، لاسيما في ظل قيام انتفاضة شعبية للمطالبة بإجراء تعديل دستوري جديد وإحداث تغييرات هيكلية في شتى المجالات.

ويرى خورخي دراغو أن الحرية الحقيقية للأفراد تتحقق فقط إذا كانت الفرص متساوية والتوزيع عادلاً في المجتمع، ويعتبر أن الحرية والعدالة مبدئان متكاملان، إذ لا يمكن تحقيق الحرية الحقيقية إلا من خلال نظام عادل يكفل توزيع الموارد والفرص بشكل منصف بين جميع الأفراد، مبرزا دور المؤسسات الحكومية في تعزيز قيم الحرية والعدالة ونبذ التمييز والظلم في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، من خلال التعليم والتوعية والمشاركة الفعالة في العملية الديمقراطية.

الأستاذ الجامعي عبد الحق هيري استهل مداخلته بالقول إن الكاتب اعتمد لغة سهلة خالية من التعقيد لطرح تأملات ذات طبيعة فلسفية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن المؤلف شدد على ضرورة خضوع مفهوم الحرية لقيود معينة قصد حماية حقوق الآخرين والحفاظ على المصلحة العامة.

واعتبر هيري، الذي يشتغل أستاذا باحثا بالمعهد الدولي للسياحة بطنجة، أن الكاتب يسعى إلى إيصال فكرة كون المجتمعات الإنسانية لا تتأسس إلا على قاعدة التفكيك بين الحريات الفردية ومصالح الآخرين.

ووفق قراءة الباحث الأكاديمي ذاته، فإن الكاتب يعالج أطروحته الأساسية في سياق تاريخي محدد، ويستحضر تجارب مجتمعات ديمقراطية نجحت في إقامة علاقة متينة بين مفهومي الحرية والعدالة، على عكس مجتمعات أخرى تعاني صعوبات كبيرة لضمان استقرارها وأمنها الداخلي، وقال: “صاحب الكتاب يحمل الدولة مسؤولية تنظيم المجتمع سياسيًا واقتصاديا واجتماعيا قصد الحفاظ على الصالح العام، من خلال تأمين حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم”.

من جهته، قال الدكتور خالد ملوك إن هذا الكتاب يندرج ضمن صنف كتب الفكر الفلسفي، حيث إنه يعرض مفاهيم ذات الاستعمال المتداول (مثل الحرية والجمال والعمل والرأسمال والمال) ويعالجها بأسلوب تغلب عليه النزعة العقلانية قصد إبراز أهمية حفظ الكرامة في تحقيق التنمية والاستقرار المنشودين، مضيفا أن الكاتب خورخي دراغو يتميز بحس نقدي وتفكير تأملي قوي يستمد مصداقيته من التحليل المنطقي للمعطيات والوقائع، إذ نجح بشكل كبير في تفكيك الوضع السياسي والاجتماعي لجمهورية التشيلي.

وأضاف الأستاذ خالد ملوك، في معرض محاضرته، أن الكاتب تحدث عن مفهوم “الحرية الأولى” التي تتحقق فقط عندما يلبي الفرد حاجياته الأولية بغية ضمان بقائه على قيد الحياة، مبرزا في السياق ذاته أن هذا المؤلف يعد عملا أكاديميا متميزا، لاسيما أن الكاتب نهج مقاربة فلسفية دقيقة لبسط الواقع السياسي والاجتماعي لبلاده والتزم بقواعد النشر الأكاديمي، ووفق رأيه، فإن التقسيم غير العادل للثروة وغياب المساواة الاجتماعية يحول دون تحقيق ما أسماها “الحرية الأولى” بدولة التشيلي.

وفي سياق ذي صلة، قالت كارمين غلوريا دراغو، نجلة الكاتب، إن والدها، البالغ من العمر قرابة 90 عاما، اعتذر عن عدم حضوره بالمعرض لدوافع صحية، مضيفة أن الكتاب تطرق إلى مفاهيم فلسفية تروم تجسيد الواقع السياسي والاجتماعي بدولة التشيلي التي تعيش حالة توتر شعبي ناتج عن رفض غالبية الناخبين لدستور 2022، موردة أن المفهوم الأكثر لفتا للانتباه في هذا العمل الأكاديمي هو مفهوم “الحرية الأولى” التي لا يمكن أن تتحقق إلا إذا نجح الفرد في ضمان حاجياته الأولية، مثل الطعام والشراب والمسكن.

[ad_2]