[ad_1]
تهتم ترجمة جديدة بمغاربة من أصل يهودي انضموا إلى الحركة الوطنية ضد الاحتلال الأجنبي للبلاد، وناهضوا الصهيونية وقيام إسرائيل بعد ذلك، وصدرت عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، ضمن سلسلة “المغرب ومحيطه المتوسطي – نصوص وترجمات”.
كتاب ألما راشيل هيكمان، الأستاذة المساعدة في قسم التاريخ بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، ترجمه الأكاديمي المغربي خالد بن الصغير، وصدر بعنوان “يهود السلطان تحت سماء الشيوعية”.
ويقدم هذا الكتاب “القصة غير المروية عن انخراط الراديكاليين اليهود في مشروع التحرير الوطني المغربي”، ويعيد النظر في “الروايات المتداولة منذ أمد بعيد بخصوص الماضي اليهودي برمته، وكذا التاريخ الحديث للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضلا عن التواريخ الدولية المتعلقة بالحركات اليسارية والإمبريالية الدولية”.
ويذكر العمل أنه “حتى وقت قريب دأبت معظم الروايات على الحديث عن قصة اقتلاع جماعي أو خلاص صهيوني”، وزاد: “وفي الإستوغرافيا المغربية تنتهي معظم الأعمال التي تحققت كتابتها إما إلى الوقوف بعد سنوات الاستقلال السياسي للمغرب عام 1956، أو تهتم بتتبع غالبية اليهود الذين غادروا البلاد”.
ويسعى الكتاب إلى البحث في “وضعية اليهود الذين بقوا في المغرب بعد الاستقلال، مع الاهتمام بنشاطهم السياسي الذي تموقع عند تقاطع حركات الاستعمار والقومية العربية والصهيونية”.
المترجم خالد بن الصغير قال في تصريح لـ انزي بريس إنه ترجم هذا الكتاب عن الإنجليزية لأنه وجد فيه استمرارية لفهم كتاب سبق أن ترجمه، وهو “يهودي السلطان”، ومفهومه الذي صاغه دانييل شروتر، وأضاف: “يجب تزويد القراء المغاربة بآخر الإنتاجات، ومواكبة الإنتاج في الجامعات الأنجلوساكسونية، والانفتاح على كيفية تحليلها، ليس للمعلومات فقط، بل منهجيتها، ورؤيتها للوثيقة وتحليلها، وتنويع الأسئلة السوسيولوجية والأنثروبولوجية والوجودية”، وهي “محاولة تبسيط” تسعى للوصول إلى “القارئ المتخصص وغير المتخصص”.
وقال الأكاديمي ذاته إن الباحثة حاولت أن تتتبّع عبر “مفهوم يهود السلطان” المتعلق بـ”اليهود بصفة عامة في علاقتهم بالسلطان قبل الحماية”، “هل ظلت العلاقة قائمة في الحماية، بعدما أخذ الكثيرون الجنسية الفرنسية، وتخلصوا من العلاقة التملّكية القديمة مع السلطان التي كانت تحكمها حماية أهل الذمة؟”.
وتحدث بن الصغير عمّا تولّد خلال الحماية من “مشكلة الانتماء إلى المغاربة اليهود، إذ صار ارتباطهم بالوطن الأم مهددا، وأصر المخزن على استمرار العلاقة”، وتابع: “لم تحاول الباحثة التركيز على يهود المغرب كلهم، بل أخذت عينة هم من انتموا إلى التيارات اليسارية المتطرفة لمناهضة الامبريالية الفرنسية. لقد خلق اليهود الشيوعيون مشكلا لليهود المحافظين الذين لا يريدون التدخل في السياسة، ولا يريدون المشاكل مع فرنسا، ودخل أولئك في النضال والتحقوا بالحركة الوطنية. وفي عهد علي يعتة انتقلت المطالب الشيوعية من ‘حقوق المغاربة’ إلى المطالبة ‘الاستقلال’، بعدما انشق ‘الحزب الشيوعي المغربي’ عن الحزب الشيوعي الفرنسي الذي اعتبروه متواطئا مع باريس، وصاروا تابعين لموسكو”.
مسار المغاربة اليهود الشيوعيين هذا “استمر مع انخراطهم (في الحركة الوطنية) إلى جانب حزب الاستقلال الذي كان يَنظُر إليهم نظرة شك… ثم بعد الاستقلال طُرح إشكال الانتماء، خاصة أن دولة إسرائيل كانت قد أسست سنة 1948، وكان المغرب يحسم العلاقة مع العالم العربي والانتماء إلى جامعة الدول العربية، فكان هناك وضع عدم ثقة”.
هنا “سيظهر استمرار في مغربية المغاربة اليهود”، وهو ما يظهره الكتاب الذي تتبع مفهوم “يهود السلطان” من القرن التاسع عشر إلى الحماية ثم الاستقلال وسنوات الرصاص؛ حيث إنه “رغم السجن والتعذيب لما توفي الحسن الثاني وجاء الملك الحالي محمد السادس تسامَح أبراهام السرفاتي، وعاد إلى البلاد”، على سبيل المثال.
وتحدث بن الصغير عن “عودة مفهوم يهود السلطان” الذي “رغم المشاكل” السابقة مع المغاربة اليهود الشيوعيين، مثل شمعون ليفي وإدمون عمران المالح وسيون أسيدون، وخاصة السرفاتي، وظّفته الدولة المغربية “لتلميع صورة المغرب في الخارج حول التسامح”.
[ad_2]