علمُنا في السماء… أحمر كالدّماء | انزي بريس

اكادير والجهة

[ad_1]

انزي بريس | Anzipress

كما كان منتظراً…فقد رفع العلم الجزائري بملعب الدار البيضاء مساء اليوم.. ليس انضباطاً لقوانين الكاف ولأعراف المنافسات القاريّة فحسب بل هو احترام وتقدير لتاريخ وحضارة بلدنا التي تعلّمنا منها ان نفرق بين مختلف ميادين الحياة  وابتداع أساليب الإجابة عمّا يشبه سلوكات استفزازية لمشاعرنا كدولة وامّة شبيه ما تعرّض له العلم المغربي في مقابلة الذهاب بالجزائر قبل شهر من الآن..كان ذلك كافيا أن نجعل من  مدرجات ملعب البيضاء منصّة دبلوماسية وبرسائل مفتوحة على الهواء مباشرة إلى من يهمّهم الأمر كثيراً..

كانت جماهير وداد الأمّة – ونيابة عنّا – بليغة ومبدعة في اختيار شعار التيفو وهي تخبر العالم بأن ( علمُنا في السّماء.. أحمر كالدّماء)  فهو لا يحتاج بالنسبة إلينا ان يرفع هنا أو هناك. لأنّه ليس أرضيّّاً حتى يرفع.. ولن ينزل قط مادام هناك قطرات دم مغربية فوق هذه الأرض..

فليس في الأمر اي مبالغة أو مشاعر شوفينيّة ضيقة.. هي مواقف وأفعال وخاصّة حين ننتبه إلى شعار آخر رفعته جماهير الوداد خلال هذه الأمسية الرياضية وبهذا التعبير الدقيق:

( نادٍ مقاوم… وعلى راية البلاد لا يساوم)

فإنّه يريد أن يذكّر هذا النظام الجزائري الحقود بواقعة وهران قبل 75 سنة من الآن وبالضبط يوم 30  ماي 1948 وبملعب مونريال ( الحبيب بوعقل حاليا)  كان الفريق المغربي الوداد البيضاوي قد تأهل إلى نصف نهاية بطولة شمال إفريقيا ضد فريق سبورتينغ بلعباس.. ولاحظ المرحوم الاب جيگو ان العلم المغربي لم يرفع إلى جانب العلم الفرنسي.. ولم تعط الإنطلاقة التي انتصرت فيها الوداد طبعاً إلا بعد أن رفرف العلم المغربي إلى جانب العلم الفرنسي..

كان ذلك قبل 75 سنة.. لتتكرّر الواقعة مع فرنسا الإفريقية وكابراناتها مع فارق بليغ وعميق جدّاً هو أن تبون ومن معه من أفراد العصابة فضّلوا إنزال علم بلدهم  على أن لا يرفع العلم المغربي..  وبملعب 5 جوييه ورمزيته في المخيال الشعبي الجزائري..

وهم بهذا السلوك المشين يؤكدون ان لا قيمة للعلم الجزائري أمام الالوان الفرنسية والولاء الأعمى لقصر الإليزي رغم كل الإهانات والصفعات المتتالية على خدّ تبون وعصابته وهو موزّعُُ بين العودة إلى دار الطّاعة وبين اللاعودة إلى عمقه المغاربي  لأنّه ليس ابناً شرعيّا لهذه الجغرافيا أو جزء من تاريخها.. وحادثة العلم المغربي الذي تكرر بعد 75 سنة دليل قاطع على أن فرنسا لم تخرج بعد للأسف هناك..

ولأن الأمر كذلك فمدرّجات الملاعب كافية للردّ على هولسات هذه العصابة وابواقها الإعلامية وبأساليب حضارية وصور مشفّرة كتلك الخريطة التي زينت وسط الملعب وأسفلها لحظة الاحتفال ببطلتنا العالمية  الملاكمة خديجة الراضي بحضورالجماهير الجزائرية التي ولجت الملعب مجّانا كجزء من برنامج الإستقبال المميز لفريقه نادي شبيبة القبايل طيلة مدة إقامته بالمغرب..

وإذا كان مدرب الفريق الجزائري قد قدّم كل الشكر والتقدير للسلطات المكلفة بالاستقبال وحفاوته.. فهو واجب أخلاقي وشرعي اتجاه الإخوة الجزائريين من جهة.. وموقف دولة تنظر باحترام كبير إلى جغرافية الجوار وحدود التاريخ وتشبيكاته المتداخلة بين الشعبين..

هو موقف دولة تراهن على المستقبل القريب.. والابعد من أرنبة أنف الرئيس تبّون الذي لم يلطّخ الحاضر بعدائه فقط بل والمستقبل أيضاً بجملته ( اللاعودة) وهو صائب في قوله مادام فرنسا تملك سلطة القرار بهذا البلد

وعليه أنتهز الفرصة لأسائل شلة الحاقدين هناك من أعلى الهرم إلى حفيظ الدرّاجي..

كم هو عمر ع المجيد تبون والجنيرال شنقريحة حين وقف المرحوم الاب جيگو بوهران  ضد فرنسا قبل 75 سنة من أجل رفع العلم المغربي… ورفع..

أليس فريق وداد الأمّة أقدم وأعرق من عصابتكم وكأحفاد لهذا الإرث نعرف ان المعركة لم تنته بعد..  ومدركون جيّداً أن كابرانات الجزائر  فقط أدوات فرنسية بامتياز

يوسف غريب كاتب صحافيّ

[ad_2]