[ad_1]
يومان فقط تَفصل المهتمين بالشأن الفلاحي عن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب. عمّال يشتغلون هنا وهناك، استعانة بالآليات وكل ما يلزم من موارد لوجستية وبشرية وتقنية لتهيئة الفضاء المخصص للموعد السنوي الذي دأبت مدينة مكناس على احتضانه كل شهر ماي، طيلة حوالي أسبوع.
آخر الاستعدادات لاستقبال زوار الملتقى وضيوفه من مختلف جهات المملكة وحوالي 65 دولة من مختلف بقاع العالم تتسارع قبل الافتتاح الرسمي المنتظَر يوم الثلاثاء؛ هكذا بدت الحاضرة الإسماعيلية وهي تتزيّن لاستقبال زوارها بعد طول انتظار.
تحل دورة هذا العام، التي تستمر على مدار ستة أيام –من ثاني ماي 2023 إلى السابع منه– في سياق خاص واستثنائي؛ سواء من حيث توقيت الموعد المهني الفلاحي الأكبر في قارة إفريقيا الذي يلمّ شمل كافة الفاعلين في القطاع حول أهداف مشتركة، أو بالنظر إلى “العودة التي طال انتظارها بعد توقف دام ثلاث سنوات، باعتباره معرضا دولياً منسجماً مع زمانه وقارّته”، حسب إفادات القائمين على تنظيمه.
استعدادات “على قدم وساق”
على مساحة تناهز 18 هكتارا بين “جْنان بن حليمة”، وغير بعيدٍ عن “صهريج السواني”، المعلمة المائية الشهيرة المجاورة لبناية “مخازن الحبوب” بالعاصمة الإسماعيلية للمملكة المغربية، “تستمر الاستعدادات الجارية على قدم وساق، بإيقاع عمل لا يُميّز ظلام الليل عن ضوء النهار”، وفق ما عاينه طاقم انزي بريس وما أكده المنظمون في حديث معها على بُعد حوالي 72 ساعة تفصل عشاق الفلاحة وقطاعاتها عن أكبر معرض متنوع الأقطاب.
غياب الملتقى الدولي للفلاحة عن “مكناسة الزيتون” لمدة 3 سنوات بسبب الجائحة الوبائية العالمية أعاده إلى الجمهور أكثر قوة من 14 دورة سابقة، نُظمت آخرُها عام 2019، قبل أن يقلب “فيروس كورونا المستجد” عادات استهلاكية غذائية ومعها أنماطا فلاحية سواء من حيث سلاسل الإنتاج أو التوزيع، ليس بالمغرب فقط بل عبر العالم.
وحسب معطيات حصلت عليها انزي بريس فإن معرض “سيام” اكتسب “إشعاعا قويا مع توالي السنوات ليتموقع كأول معرض في إفريقيا، ويصبح في تعداد من بين أفضل الملتقيات الفلاحية في العالم”.
في هذا الصدد، يسجل المندوب العام للملتقى، جواد الشامي، في كلمة تضمّنها الملف الصحافي للدورة الـ14: “بحماس كبير نعود للالتقاء في إطار دورة جديدة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، تنظم هذه السنة تحت شعار ‘الجيل الأخضر، لأجل سيادة غذائية مستدامة’، مع اختيار المملكة المتحدة كضيف شرف لهذه الدورة”، وزاد مشددا على سياقها: “الجائحة أعادت توجيهنا وتوجيه العالم قاطبة نحو التركيز على الأولويات الأكثر أساسية بالنسبة لهذا القطاع؛ ألا وهي العنصر البشري وتنمية فلاحة مستدامة”.
وأكد مندوب عام “السّْيام” التزام المنظمين بـ”وفائهم بأن يوفروا من دورة إلى أخرى أفضل تجربة لكافة الأطراف المعنية، تضع رهن إشارة الجميع مساراً وأقطاباً وفضاءات وخدمات أعلى جودة، موفرة لهم في الوقت نفسه الولوجية والفعالية والأمان”، من أجل “جعل الدورة الـ15 -على غرار سابقاتها- دورة ناجحة بكل المقاييس وفي مستوى رهانات الفلاحة في بلدنا ومنطقتنا وقارّتنا وكوكبنا”.
تعبئة خاصة لاستقبال ضيوف الملتقى
في المنحى نفسه سارَ محمد البوكيلي، نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة مكناس، مستضيفة الملتقى منذ تأسيسه، متحدثا لجريدة انزي بريس عن أن “الكل أصبح يعرف مدينة مكناس بملتقى الفلاحة”، مستحضراً أن خروجه للوجود يعد “فكرة للملك محمد السادس، حينما قرر جلالته أن يكون تجسيدها في مدينة مكناس، قبل أكثر من 15 سنة”، وزاد شارحاً: “هي دلالة واضحة للحب الذي يخصّ به جلالة الملك حاضرة مكناس وساكنتها التي ما فتئت تبادله الحب نفسه والتقدير ذاته”.
وبخصوص الاستعدادات، أكد البوكيلي في تصريحه أنها شهدت “انخراط وتعبئة كل سلطات مدينة مكناس، على رأسها عامل الإقليم ورجال السلطة المحلية، وأعضاء المجلس الجماعي أغلبية ومعارضة، من أجل إخراج مدينة مكناس في حُلَّتها البهية وهي تستقبل ضيوف معرض الفلاحة”.
“بعد يومين، ننتظر استقبال ما يقارب مليون زائر وزائرة طيلة أسبوع، وضيوفاً من 65 دولة”، يورد نائب رئيس مجلس جماعة مكناس، مشددا على كون ذلك “مؤشرا دالاً على أن هذا المعرض له مكانة مرموقة على مستوى خريطة المعارض الدولية”، وزاد: “وهذا العدد الكبير من الحضور من وفود رسمية دولية، فضلا عن فلّاحي المغرب والمهتمين، يؤكد أهمية ومكانة المعرض سنة بعد أخرى”.
الملتقى يسرّع جهود “جماعة مكناس”
البوكيلي أضاف في حديثه لانزي بريس أن “جماعة مكناس، بتنسيق مع السلطات المحلية وباقي المتدخلين تنظيمياً، تعبأت –عبر كافة أعضائها وموظفيها وأطرها وأعوانها– منذ أكثر من شهريْن، من خلال اجتماع عقده عامل إقليم مكناس، وأثمر تشكيل عدد من اللجان المختصة التي وصلتِ عمل النهار بالليل لكي تكون المدينة في أبهى حُلَلها”.
وأردف المسؤول الجماعي شارحا ما تم إنجازه استعدادا لملتقى الفلاحة: “تمت تهيئة جميع الشوارع بالمدينة، فضلا عن مداخلها الرئيسية ومسالكها الأبرز، خاصة على صعيد صيانة الطرق، وتهيئة المساحات الخضراء، وكذا على مستوى التشوير الأفقي والعمودي، فضلا عن أشغال النظافة والصيانة بشكل يضمن للمدينة جمالية خاصة”.
وأشار المتحدث إلى أن “ما تم إنجازه عمل جبّار وكبير لا نريده أن يكون فقط خلال الاستعداد لمعرض الـSIAM؛ بل إن ساكنة مكناس تريده أن يمتد لتصبح جميلة وبهيّة طيلة أشهر السنة؛ وهو ما تستحقه الساكنة”، كاشفاً “عزم وتصميم مسؤولي جماعة مكناس على بدء الاستعدادات للدورة 16 من المعرض الدولي للفلاحة (العام المقبل) بمجرد نهاية دورة هذا الموسم، دون انتظار…”، وزاد: “لدينا عدد من الشوارع هي موضوعُ تأهيل مبرمج، كما أن برنامج تأهيل المدينة بإشراف من العمالة يسير بشكل جيد كما خُطط له مع تقدم كبير في الأشغال، ما سيجعل مكناس السنة المقبلة بعد انتهاء أشغال تأهيلها في صورة أجمل”.
ولم يفوّت المنتخَب الترابي الفرصة مقدّماً شكره للعامل وتتبّعه، بالإضافة إلى رجال السلطة المعبَّئين، ورئيس القسم التقني ورؤساء مصالح جماعة مكناس؛ قبل أن يخصّ بجزيل الشكر “رجال النظافة الشرفاء، عمّال الإنعاش الشرفاء، وكذا عمال شركة تهيئة مساحات خضراء، وأطر الجماعة”، مؤكدا أن “مكناس مدينة تستحق كل الجهد المبذول وترحب بضيوفها”، وختم قائلا: “متأكد أن المعرض الدولي للفلاحة سيكون ناجحاً خلال دورة 2023 مع مجهودات المندوبية العامة للمعرض وجهود مختلف المحيط الجماعي والحضري والقروي لمكناس التي تطمح إلى بلوغ مليونيْ زائر لملتقاها العام القادم”.
7 لجان تسهر على التحضيرات
“الاستعداد لتهيئة تحضيرات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته الـ15 ليس وليد اليوم، بل هو مسار ممتد في الزمان والمكان، شُرع فيه باجتماع أولي عُقد قبل شهرين، بعمالة مكناس برئاسة عامل عمالة مكناس”، الإفادة هنا على لسان محمد الغيام، رئيس القسم التقني بجماعة مكناس، الذي زاد موضحاً أن “الاجتماع المذكور أثمر تكوين 7 لجان موضوعاتية (المناطق الخضراء، الطرقات والتشوير، النظافة، التنشيط فضلا عن لجنتيْ حفظ الصحة والإنارة العمومية).
الغيام أكد في حديث لانزي بريس أن “الجهود المشتركة كثفت عبر زيارات وخرجات ميدانية”، مبرزا بتفصيل ما تم القيام به: “شرَعنا حينها في الأشغال، وتابعنا سيْرها مع مواكبة حاجيات كل مجال وقطاع على حدة”، خاصا بالذكر “العمل على تهيئة الشوارع الكبرى الرئيسية بمكناس بغرس الأشجار، مع صباغة ما يناهز 200 كلم من الأرصفة والممرات، ووضع التشوير الأفقي والعمودي”.
كما همت أشغال تحضير المدينة لملتقاها الفلاحي “عمليات إصلاح وصيانة نافورات المدينة والحواجز الجانبية في الممرات والشوارع، مع تزيين الحاضرة بالأعلام الوطنية وتشوير يدُل الزائر بسهولة على موقع وخريطة المعرض”.
“الكل مجنِّد هنا، ومدَّ يد العون والمؤازرة لإخراج المدينة في حلتها قبل قص شريط معرض الفلاحة”، يخلص المسؤول التقني ذاته.
يشار إلى أن الملتقى الدولي للفلاحة سيعرف حضور وفود دولية متعددة التخصصات والقطاعات الفلاحية، وتم توزيع مرافقه الأساسية إلى 10 أقطاب (قطب جهات المملكة، قطب المنتجات الفلاحية، القطب الدولي، المستلزمات الفلاحية، المنتجات المجالية، الآلات والمعدات الفلاحية، قطب تربية المواشي، المؤتمرات والندوات، الطبيعة والبيئة، المستشهرين والمؤسسات المساندة”.
ومن المرتقب أن يتم ترصيد حصيلة الدورات السابقة في ظل تشبيك أزيد من 200 اتصال في ما بين الشركات ورواد الأعمال (B2B)، مع تنظيم 30 ندوة وتوقيع أكثر من 50 اتفاقية وشراكة.
[ad_2]