عبد الله حمودي

مقالات وأراء

[ad_1]

عبد الله حمودي
صورة: انزي بريس

انزي بريسالجمعة 20 يناير 2023 – 10:55

مثل قطرة ماء تحفر بإصرار في الصخر، يواصل رائد ومؤسس الأنثروبولوجيا في المغرب العالم عبد الله حمودي رسم ملامح مشروع فكري جاد ورصين قائم الذات بدون كلل ولا ملل، متحملا صعاب المعرفة ونوائب الصحة، في زمن ينفر منه أهله من الفكر والمفكرين، ويتهافت على التفاهة والتافهين.

ابن قلعة السراغنة اقتفى المواسم الدينية في “طقوس الأضحية وأقنعتها”، ثم دلف إلى مكة في “حكاية حج”، قبل أن يتدثر بجُبة الشيخ أمام خضوع المريد، ليجد الأستاذ في جامعة برينستون نفسه بعد “المسافة والتحليل” منزويا في “ما قبل الحداثة”.. ومازال الرجل يحفر ويحفر بأظافره العلمية مشروعه الفكري القائم على فلسفة المعرفة.

ولحمودي مسارات معرفية تميزه عن الكثير من المفكرين المغاربة والعرب الآخرين، فهو لا يكتفي بالكتابة مطلا من الأبراج العاجية بالتنظير والتحليل الإيبستيمولوجي، بل كثيرا ما “يمشي في الأسواق” ويواجه تأثير الأبواق، فيترجم انتماءه إلى رحم الشعب في مؤلفاته التي كسر بعضها حاجز النخبوية، ليتلقفها آلاف بل ملايين القراء والمهتمين، خصوصا كتابه الأشهر “الشيخ والمريد”.

في كتاب “الضحية وأقنعتها” بسط حمودي قراءة جديدة للطقوس التي تمارس في المواسم الدينية، أما في “الشيخ والمريد” ففكك “باراديغم” السلطة والاستبداد في البلاد العربية من خلال انتقال علاقة الشيخ بالمريد في المجالس الصوفية إلى ممارسات السياسة والسلطة، بينما في كتابه الأخير “ما قبل الحداثة” حاول لملمة شتات الأنثروبولوجيا العربية ومنحها المكانة اللائقة بها، وسماها هو “اجتهادات في تصور علوم اجتماعية عربية”.

والجميل في مشروع حمودي الذي يسعى إلى استكمال معالمه وركائزه أنه يبحث عن تأسيس علوم اجتماعية مكتوبة بالعربية مقابل تلك المهيمنة المكتوبة باللغات الأجنبية، خصوصا الفرنسية والإنجليزية، وهي مهمة شاقة وعسيرة تتطلب الجهد والتنقيب والمقارنات والتمحيص.

لأجل كل هذه الجهود الجبارة في إقامة صرح معرفي يشرف المغرب والعرب أيضا، يستحق عالم الأنثروبولوجيا عبد الله حمودي أن يحل مرحبا به في نادي الطالعين لانزي بريس.

[ad_2]