سيدي بنور:مرشح السلطة النموذجي في الانتخابات المقبلة

اخبار وطنية سياسة

لاحديث هذه الأيام في الأوساط السياسية بإقليم سيدي بنور إلا عن خلفيات التقارب الملفت للانتباه بين المسؤول الإقليمي الأول والنائب الأول للمجلس الإقليمي، من خلال الظهور المشترك في العديد من المناسبات كالدورة العادية الأخيرة التي سيشهد التاريخ البنوري ترأس النائب الأول لأحد أشهر الدورات الترابية ببلادنا، والتي “تبهدلت” فيها السلطة المنتخبة وفقدت عذريتها بسبب القصف التاريخي المباشر للمسؤول الأول، حيث كان للنائب الأول شرف توثيق لحظة فقدان العذرية ونصب “المشنقة” العلنية للمنتخب ولشعارات الديمقراطية التمثيلة، وسكت “شهريار” المجلس الإقليمي عن الكلام المباح، المسير الرئيسي للجلسة والمطوق بضمانات قانونية عديدة لحماية عذرية المجلس من أي اغتصاب ولو من طرف المسؤول الأول عن الرقابة.

لكن النائب الأول الذي فضل ابتلاع لسانه وعدم الدود عن حمى التدبير الحر سرعان ما سيظهر، على بعد أيام قليلة على”المشنقة”، إلى جانب المسؤول الأول في افتتاح مركز للشباب بما تيسر من طقوس الاستعراض الإعلامي لتلميع صورة “شهريار” الإقليم، قبل أن يواصل ملء الفراغ الإجباري الذي خلفه الرئيس التجمعي بالظهور من جديد بجلباب النضال الشعبي دفاعا عن مستقبل جماعة الجابرية ومنددا في الوقت الميت بتدهور بنيتها الطرقية وباعتقال تنميتها من طرف الرئيس الأبدي ولو بأضعف الإيمان، عبر فيديو من وسط تجزئة عقارية تتواجد بقلب مدينة سيدي بنور على بعد كيلومترات من موقع الحدث في مشهد جديد للنضال عن بعد، على شاكلة التباعد الذي توصي به وزارة الصحة في الاجراءات الاحترازية المرتبطة بكورونا.

إنه الظهور المزمن للمسؤول الإداري والفاعل السياسي في الوقت الحساس، الذي يحيل فورا على سياق الدعوة إلى تجديد النخب السياسية الذي صدح به المسؤول الإقليمي أمام الرأي العام الوطني عبر قناة المجلس الإقليمي، والذي يفتح باب الاعتقاد بمباركة السلطة الإقليمية لهذا “البروفايل” السياسي كنموذج ملائم للمرحلة المقبلة ولو على حساب مبادئ الديمقراطية التمثيلية وحياد الإدارة التي ناضلت القوى السياسية الحية من أجلها لسنوات طويلة ببلادنا ليضربها النموذج الجديد في مقتل في دورة دستورية عمومية ويبقى الباب مفتوحا بالمقابل أمام استغلال السياسي للإداري في مسافة المائة متر الأخيرة من سباق الانتخابات المقبلة ولو بما تيسر من صور وخرجات استعراضية متحكم فيها لبعث الرسائل المشفرة للخصوم السياسيين والمواطنين عنوانها البارز”السلطة معنا” وبعدها إطلاق العنان لأحلام اليقظة الراكضة وراء وهم المناصب والكراسي والخرائط السياسية المختومة بطابع السلطة، قبل أن يستفيق الحالم بالرئاسة على حقيقة الواقع المتحكم في اللعبة الإنتخابية بإقليم سيدي بنور لعقود طويلة من الزمن ويكتشف أن نداء تجديد النخب مجرد جعجعة من طحين.