[ad_1]
سعيٌ إلى إعادة ربط الشعريات الإفريقية، شمالا وجنوبا، يحضر في “مهرجان شعري” يستحضر رمزية الشاعر السنغالي ليوبولد سيدار سنغور من المرتقب أن تستقبله الرباط، في إطار احتفاليات “الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية”.
وأعلنت الدورة الأولى من “جائزة الشعر الإفريقي” تتويج الشاعر السنغالي أمادو لامين صال، لكونه “أحد المبدعين الذين نجحُوا في صوغ ملامح أدب إفريقي جديد، حتى وهو يكتب من خارج لغته الوطنية”، و”تقديرًا لممارسة إبداعية تغذّت من التقاليد الشّعرية الإفريقية الشفوية والمكتوبة؛ فشِعرُه ظلَّ على مدى مسارٍ شعري طويل وممتّد يحملُ الشخصية السنغالية والروح الإفريقية الحريصة على الدّفاع عن تربة إفريقيا ومائها وحرية أبنائها وكرامتهم”.
وفي تصريح لـ انزي بريس، قال مراد القادري، رئيس بيت الشعر بالمغرب، إن هذه الدورة الأولى من الموعد الشعري، التي ستستقبلها العاصمة بين 5 و7 ماي المقبل، “لها كثير من الطموح والرغبة في تأكيد البعد الشعري لبلدنا، الذي يغتني بشعرية عريقة، وربط لها بنظيراتها في جنوب الصحراء، وتشبيك لهذه الصلات، بما يسمح ببناء متخيل جديد، وإنسان جديد محب لكل ما يفتح الخيال على الجمال والفن”.
بيت الشعر الذي يقدم جائزة “الأركانة” البارزة عبّر رئيسه عن عزمٍ على توطين جائزة الشعر الإفريقي أيضا بـ”منحها سنويا لأحد الأسماء الشعرية العاملة من إفريقيا، شمالا وجنوبا”؛ حتى تكون “تحية من المغرب، وشعراء المغرب، ومن مؤسسة ثقافية، لكل من يصنع الدهشة من شعراء القارة، ويتيح لنا إمكانية الحق في الحلم”.
وأضاف القادري: “هذا الموعد الذي ينظمه بيت الشعر في المغرب، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، يأتي في إطار الاحتفال بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية. وقد شهدت الرباط عددا من التظاهرات الثقافية والفنية أضاءت البعد الإفريقي لبلدنا وصلاته وبلدان جنوب الصحراء، وأعادت السؤال حول القضايا التي جمعت المغرب بعمقه الإفريقي”.
وواصل المتحدث: “بيت الشعر لا يمكنه أن يكون غائبا عن احتفالات من هذا النوع ذات طبيعة ثقافية واجتماعية وسياسية؛ فاقترحنا تنظيم مهرجان للشعر الإفريقي، على أمل أن يظل هذا المهرجان أحد العلامات الثقافية المنتظمة في مدينة الرباط، حتى مع انتهاء الاحتفالية، ونريده موعدا سنويا يتيح لشعراء المغرب أن يلتقوا بنظرائهم من جنوب الصحراء، لتعزيز القواسم المشتركة، والتفاعل الثقافي والشعري والحياتي، وتأكيد المصالح ذات الصلة بالحاضر والمستقبل”.
كما استحضر القادري في هذا السياق ما للمغرب من “علاقة قديمة ومتجذرة مع الجنوب الإفريقي”، ثم استدرك قائلا: “هذه الوفرة لم نجسدها كشعراء ومؤسسات ثقافية وشعرية على أرض الواقع، من خلال لقاءات وندوات وتبادلات في المطبوعات والمنشورات والزيارات”، لهذا يأتي الموعد أملا في “إطلاق دينامية جديدة تفتح الطريق نحو استعادة الثراء الثقافي والشعري والإنساني الذي ربط الإنسان بأخيه داخل القارة”.
ومن بين أطوار الموعد “أمسيات شعرية في عدد من المواقع التاريخية والثقافية والأكاديمية للرباط، وندوة علمية كبرى بالمكتبة الوطنية يوم 6 ماي، في موضوع ‘معنى أن تكون شاعرا إفريقيا اليوم’، سيشارك فيها كافة الشعراء المدعوين؛ وتكريم لشعراء من المغرب والغابون ومالي وتشاد، وتتويجُ تلاميذ مغاربة فائزين في مسابقة تعليمية للقراءة الشعرية تقصد خلق أفق جديد لعلاقة التلاميذ مع الشعر، وتربيتهم على فهمه وقراءته”، وفق المصدر ذاته.
وفي ختام تصريحه لـ انزي بريس، أبرز مراد القادري رهان “بيت الشعر” على تشكيل هذه المحطة “لحظة تساؤل جماعي حول معنى جديد لدور الشاعر اليوم في القارة الإفريقية التي تعرف تحولات عميقة”، قبل أن يجمل قائلا: “نريد أن نصل التاريخ الفردي للذات الشاعرة بالسياق العام لقارة تتبلور اليوم في أحشائها شعريات جديدة شفوية، ومكتوبة، برؤى متباينة بأنماط تعبير مختلفة، ترنو كلها لتحقيقِ نصّ جديد لقارة جديدة متطلعة لبناء مستقبلها”.
[ad_2]