[ad_1]
تعاني العديد من العمارات السكنية والأحياء الشعبية بالمدن الكبرى بالمغرب من مشكلة مخلفات الأضاحي كل عيد الأضحى؛ ما يجعل المطالب تتجدد بوضع استراتيجية خاصة للتعامل مع مسألة النظافة خلال مناسبة “العيد الكبير”.
ويعتبر العديد من المتتبعين أن مخلفات عيد الأضحى “مشكل عام، تتضح معالمه كل عيد أضحى”، على اعتبار أن هناك ما يصفه البعض بـ”الفوضى”، التي مردها المخلفات، نتيجة “غياب وعي العديد من المواطنين فيما يتعلق بالتعامل مع مخلفات الماشية، لكونهم يعتبرونها نفايات كباقي نفايات الأيام العادية؛ في حين أنها مخلفات تستدعي معاملة خاصة”، وفق العديد من النشطاء.
أيوب كرير، باحث في المناخ والتنمية المستدامة، حمّل المسؤولية فيما يقعُ خلال عيد الأضحى “لبعض الجماعات الترابية في العديد من المدن الكبرى، هي وشركات التدبير المفوض، لكونها بدورها لا تتعامل مع عيد الأضحى باعتباره ظرفية حساسة من الناحية البيئية”، مبرزا أن “جل الجماعات ليست لديها استراتيجية سواء على المدى المتوسط أم المدى البعيد، ويظل تدبيرها آنيا للوضعية؛ في حين أننا نحتاج طريقة لتدبير هذا القطاع بشكل استباقي وذكي”.
وأكد كرير، في تواصله مع جريدة انزي بريس، أن “أغلب المواطنين لا تصلهم الأكياس الكبيرة لجمع المخلفات، ويحتجون بها ويعتبرون ذلك ذريعة لرمي النفايات في كل مكان. كما أن شركات التدبير المفوض لا تأتي لجمع النفايات والمخلفات إلا في اليوم الثاني، رغم ما يحدثُه ذلك من ضرر من ناحية الروائح الكريهة”، مشيرا إلى أن “عيد الأضحى يحتاج خطة خاصة لتدبير النفايات؛ من قبيل الزيادة في أسطول شاحنات جمع المخلفات، وفي عدد العمال لتدبير الأزمة في ذلك الأسبوع”.
وقال الناشط البيئي عينه إن “المواطنين خلال العيد يعيشون في مدن مزدحمة بالأزبال، وتصبح بعض الوديان والأنهار والغابات فضاء للتخلص من المخلفات؛ ما يؤدي إلى انتشار الحشرات والكلاب الضالة التي تقتات منها”، موضحا أن “تدبير الظرفية يجب أن يتسم بالنجاعة والفعالية والسرعة، عبر التنسيق مع جمعيات الأحياء، والقيام بجولات تشاركية للتحسيس والتوعية والتعبئة، بما أن المسؤولية مشتركة، وعلى المواطن أن يكون أصل الحلول”.
وتعليقا على أحد المطالب المرفوعة بشأن إنشاء فضاءات مخصصة للذبح، اعتبر الباحث في المناخ والتنمية المستدامة أنها “فكرة مهمة ومثيرة وبدأت الجماعات تشجع عليها؛ لكن معظم المغاربة يفضلون الذبح في البيت، ومن الصعب نقل الأضحية وذبحها وسلخها وفي النهاية إحضارها إلى البيت؛ لأن هذه الثقافة تظل غريبة على المغاربة”، داعيا في الآن ذاته إلى إنشاء “مراكز مؤقتة في بعض الأحياء، لأنها ستكون عملية وستقرب هذه الخدمة من المواطنين، وتشجعهم على الإقبال التدريجي عليها”.
من جانبه، أكد كمال العرماني، نائب رئيسة المجلس الجماعي بالرباط والمفوض في قسم النظافة، أن “برنامج التعامل مع مخلفات عيد الأضحى بالعاصمة الرباط جاهز من الناحية المبدئية”، مبرزا أنه “تم إنجاز ورقة تحضيرية للتواضع حول السبل والمعدات التي يجب أن نوفرها قبل يوم عيد، وخلال العيد أيضا، وبعد العيد كذلك، وهي تنتظر أن تبلغ صيغتها النهائية، حتى تصبح قابلة للتعميم”.
العمراني شدد، ضمن تصريحه لانزي بريس، على أن “المجلس الجماعي يسارع الزمن لتوفير كل التجهيزات، عبر التنسيق مع شركات التدبير المفوض المتعلقة بالنظافة، لكي نحافظ على المدينة في أبهى حلة، حتى خلال العيد، الذي تكون مخلفاته جد مرتفعة، بالنظر إلى قيمته في وجدان المغاربة”.
وأضاف نائب رئيسة المجلس الجماعي بالرباط أن “العمال والمعدات والوقت، هي ثلاث ركائز أساسية يتم تدارسها، حتى يتم العمل بشكل مهني واحترافي ومسؤول”، موضحا أنه “حين يخرج المغاربة إلى الشوارع، فعليهم أن يجدوها نظيفة كما هو الأمر خلال أيامهم العادية”.
وقال المتحدث عينه إن “قسم النظافة بدأ في فرز ما يسمى بالنقط السوداء، لتعزيزها بالحاويات، وتم تنظيم برنامج العمال، لكي لا يغادر أي منهم في عطلة، بما أن الظرفية حساسة من الناحية البيئية وتستدعي تدخلا مسؤولا ومشتركا”.
وأجمل العمراني قائلا إن “الخطة تبدأ بأيام قبل العيد، وهذا حتى يتمكن المجلس من التفرغ لعيد الأضحى وحده، أي أن تنظيف الأحياء والشوارع ينطلق قبل العيد بشكل مكثف، حتى يكون هناك استعداد لوجيسيتكي لمواجهة مخلفات يوم العيد وحدها”، لافتا إلى أنه “إذا تم التماطل في معالجة النفايات المتراكمة قبل العيد، فسيجعل ذلك مهمة التنظيف صعبة يوم العيد وبعده”.
[ad_2]