[ad_1]
بعد سنة على “أحداث مليلية”، يشيد المغرب سياجا جديدا على الحدود مع المدينة المحتلة، وذلك قصد تشديد المراقبة والحماية من تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
السياج السابق الذي تضرر جراء اقتحام مهاجرين، غالبيتهم ينحدرون من السودان، يتم تعويضه بآخر جديد قرب الحي الصيني بمدينة مليلية المحتلة، بحسب ما صرح به مصدر أمني مغربي لوكالة “إيفي” الإسبانية.
وبحسب المصدر عينه فإن “السياج يحمل اللون الأخضر، ويمتد من المخفر الحدودي تجاه مدينة الناظور، موازاة مع سياج آخر أنشأته السلطات الإسبانية على حدود مليلية”.
في المقابل تستعين مدريد بقوات مراقبة للحدود من دول أوروبية مختلفة، في كل من سبتة ومليلية، والجزيرة الخضراء، وطريفة، تزامنا مع عملية “مرحبا”، وذلك قصد منع محاولات للهجرة السرية.
وتأتي هاته التطورات بعد عام من “أحداث مليلية المميتة”، التي راح ضحيتها 23 مهاجرا غير شرعي من السودان، ورافقتها اتهامات من وسائل إعلام الجارة الشمالية بدون دليل للسلطات المغربية بـ”القيام بصد عنيف والتسبب في مقتلهم”، في وقت كشفت تسجيلات مصورة عكس ذلك، بعدما أثبتت “قيام رجال الأمن الإسبان أنفسهم بتدخلات جد عنيفة في حق المهاجرين السريين”.
وحول حقيقة بناء المغرب سياجا جديدا قال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، إن “الأمر لا يتعلق ببناء سياج جديد بمدينة مليلية المحتلة، بل إعادة بناء جزء من سور تعرض لهدم في جزء منه بسبب تعرضه للإتلاف إثر أحداث 24 يونيو 2022، قصد منع تدفق المهاجرين غير النظاميين”.
وأضاف بنعيسى، في حديث لانزي بريس، أن “جميع المقاربات التي تتخذها الدول منذ بداية منع تدفق البشر عبر الحدود أبانت عن فشلها، إذ إن الهجرة ظاهرة إنسانية متأصلة، وحق من حقوق الإنسان، ولا يمكن منعها نهائيا”.
وأورد رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان أن “تلك الإجراءات تعمل على الحد من بعض مظاهر الهجرة في انتظار ظهور اشكال وأنواع أخرى”، مستدلا بفترة التسعينيات، إذ سجلت بحسبه “محاولات عن طريق القوارب الخشبية المستعملة في الصيد التقليدي، لتقوم السلطات بضبط المجال ومحاصرة الظاهرة نوعا ما، لينتج عن ذلك استعمال شبكات تهريب البشر قوارب مطاطية عالية السرعة وخفيفة الوزن، ويمكن إخفاؤها بكل حرية؛ لتظهر أشكال أخرى مثل استعمال جيت سكي”.
“إننا أمام ظاهرة إنسانية بين دولية، والمقاربة الأمنية كمقاربة وحيدة فاشلة في التعاطي معها”، يتابع المتحدث عينه، مبينا في سياق متصل أن “المغرب أعلن بشكل صريح وواضح، في موقف دبلوماسي “شديد اللهجة” على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة، وفي أوج العلاقات المغربية الإسبانية، أن مدينتي سبتة ومليلية مغربيتان محتلتان، وهو موقف لا يمكن إلا أن نشيد به وندعمه”.
وبخصوص وجود قوات أوروبية على أرضي سبتة ومليلية المغربيتين، أكد المصرح لانزي بريس أن “استعانة إسبانيا بقوات أوروبية أخرى، تجمعها معها علاقات عسكرية متعددة، هو أمر عادي، لكن سيكون غير عادي لو تمت الاستعانة بقوات تابعة للناتو، لأن المدينتين والجزر المغربية المحتلة لا تدخل ضمن الأراضي التي يشملها الحلف”.
وخلص بنعيسى إلى أن “الناتو يمكن أن يتدخل في المدينتين فقط في حالة الحرب، استنادا للمادة 5 من ميثاقه التي تنص في عبارتها على أنه ‘تتفق الأطراف على أن أي هجوم مسلح ضد أي عضو أو أكثر في الحلف سواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية، يعد هجوما ضد جميع أعضاء الحلف’”.
[ad_2]