أطروحة تقارب التوجه التربوي للإيسيسكو

اخبار وطنية

[ad_1]

نوقشت في رحاب كلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، صباح السبت، رسالة جامعية لنيل درجة الماستر أعدتها الباحثة ضحى بنسعيد حول موضوع “التوجهات الاستراتيجية التربوية للإيسيسكو في ضوء المتغيرات الدولية”، وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور خالد الدرقاوي رئيسا، والدكتورة جيهان دينيا مناقشًا، والدكتور يوسف نايت بلعيد مشرفا ومقررا.

حضر أطوار المناقشة الدكتورة باري كومبو، رئيسة قطاع التربية في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والأستاذ عزيز الهاجير، مدير البرامج بقطاع التربية في الإيسيسكو، وعدد من الأساتذة والطلبة الباحثين في كلية علوم التربية، وأفراد من أسرة الباحثة.

وبعد المناقشة والمداولة، منحت اللجنة للباحثة ضحى بنسعيد درجة الماستر في علوم التربية بتقدير امتياز، مع التنويه بموضوع البحث وبالمنهجية العلمية المتبعة في إعداده.

وفي التقرير الذي قدمته الباحثة ضحى بنسعيد أمام أعضاء اللجنة أوضحت أن دول العالم، ومن بينها الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC) ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ICESCO)، تواجه اليوم متغيّرات كثيرة ومتنوعة تفرض تحديث منظومة التربية وآلياتها من أجل الاستجابة لمقتضيات الظرفية العالمية الراهنة والتوقعات المستقبلية للعالم.

وأشارت إلى أن المنظمات الإقليمية والدولية المتخصصة في قضايا التربية والتعليم، ومن بينها الإيسيسكو، تدرك الصعوبات والعراقيل التي تواجه العديد من الدول للوفاء بالتزاماتها بشأن الأهداف الإنمائية ذات العلاقة بالتربية والتعليم، كما تدرك جيداً طبيعة التحديات الجديدة التي ستواجه الدول الأعضاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030، ومنها تحديدا الهدف الرابع المتمثل في “ضمان التعليم الجيّد، المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.

وأكدت الباحثة أنها اختارت تسليط الضوء على دور المنظمات المتخصصة في العالم الإسلامي في النهوض بقطاع التربية والتعليم بشكل عام، وبناء عليه كان موضوع بحثها حول منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) من أجل دراسة مدى مواكبة التوجهات الاستراتيجية التربوية للإيسيسكو للأولويات الدولية الحالية المطروحة في قطاع التربية، ومدى حضور المتغيرات الدولية في هذه التوجهات.

ولمقاربة هذا الموضوع، أشارت الباحثة إلى أنها قسمت بحثها إلى أربعة فصول، خصصت الأول منها للحديث عن السياق العام وتحدي إشكالية البحث، وتناولت فيه تأثير العولمة على القطاعات الاقتصادية والثقافية والتربوية، وتأثير المنظمات الدولية في تطوير السياسات التربوية، والإشكالية وأسئلة البحث.

وفي الفصل الثاني حول الإطار النظري والمفاهيمي، قدمت الباحثة لمحة حول التيار المؤسساتي وتعريفا لنظرية التكوينات التنظيمية، والسياسات التربوية، والاستراتيجية، والمتغيرات الدولية، والمنظمات الدولية.

وفي الفصل الثالث، استعرضت الاستراتيجية التربوية للإيسيسكو وأبرزت مساهمة الاستراتيجية في مواجهة تحديات الدول الأعضاء في المجال التربوي، وتأثير المتغيرات الدولية في تنفيذ الاستراتيجية التربوية للإيسيسكو، وانتقال اهتمامات الإيسيسكو التربوية من المستوى الكيفي إلى المستوى النوعي.

أما الفصل الرابع من البحث فقد خصصته الباحثة لدراسة العمل التربوي في الإيسيسكو وانتقاله من الاستراتيجي إلى الإجرائي، حيث تم عرض وتحليل ومناقشة نتائج المقابلات التي أجريتها مع خمسة خبراء من الإيسيسكو، هم: المستشار الثقافي للمدير العام للإيسيسكو، ومستشار المدير العام للإيسيسكو للشراكات والتعاون الدولي، ورئيسة قطاع التربية، ومديران للبرامج من قطاع التربية.

وأضافت الباحثة أنها قامت بدراسة حالة تتعلق بمشروع تقليص الهدر المدرسي للفتيات في الأوساط القروية بالمملكة المغربية، حيث تناولت دور المشروع في تحقيق بعض أهداف الاستراتيجية التربوية للإيسيسكو، ومساهمة الاستراتيجية التربوية للإيسيسكو في تلبية احتياجات النظام التربوي في المغرب، وعلاقة المشروع بالتعاون القائم بين الإيسيسكو واللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة.

ومن بين الخلاصات التي توصلت إليها الباحثة، تركيز استراتيجية الإيسيسكو في قطاع التربية على مجموعة من الأولويات المواكبة للمتغيرات الدولية والمساعدة على التكيف مع هذه المتغيرات ومواجهة تحدياتها، ومنها تقوية مهارات وكفاءات الموارد البشرية، خاصة الشباب والنساء، من خلال برامج التكوين والـتأهيل وتبادل الخبرات والتعاون والشراكة. كما أن هذه الاستراتيجية تؤكد على الدور الفعال والمركزي للتربية في النمو السوسيو-اقتصادي لدول العالم الإسلامي، وتلتزم بتطوير مقاربات وممارسات عملية واستشرافية من أجل النهوض بالتربية في الدول الأعضاء ومساعدتها بالخبرات اللازمة لتحقيق الجودة والحكامة في سياساتها التربوية والتعليمية من خلال تعزيز الكفاءات المهنية للمعلمين، وتطوير مناهج التعليم، وإدماج تقانات المعلومات والاتصال الجديدة في الأنظمة التربوية.

وخلصت الباحثة إلى أن استراتيجية الإيسيسكو في قطاع التربية تولي عناية فائقة للنهوض بتعليم الفتيات والنساء في العالم الإسلامي من خلال تعزيز مبدأ التكافؤ بين الجنسين في الحق في التمدرس والتربية والتعليم، كما تقوم الإيسيسكو بالتعاون مع شركائها ومراكز الدراسات الاستراتيجية بدراسات استشرافية تمكنها من تقييم التغييرات الطارئة وإمكانية تأثيرها على الأنظمة التربوية للدول الأعضاء في السنوات القادمة، وتعتمد على مقاربة استشرافية في رؤيتها التربوية تأخذ بعين الاعتبار عددا من المتغيرات الدولية ذات العلاقة بالأنظمة التربوية والتعليمية، من قبيل التطور التكنولوجي، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، وحركات الهجرة والتغيرات الاجتماعية المترتبة عنها.

ومن بين التوصيات التي اقترحتها الباحثة، قيام الإيسيسكو بوضع استراتيجية لتقييم أنشطتها التربوية المنفذة من أجل استثمار نتائج عملية التقييم في وضع الاستراتيجيات وخطط العمل اللاحقة انسجاما مع الرؤية الاستشرافية للإيسيسكو، ومواصلة تقديم الخبرات والاستشارات لدول العالم الإسلامي لمساعدتها في صياغة سياساتها التربوية المواكبة للمتغيرات الدولية، وخاصة ايلاء الأهمية لجودة التعليم والحكامة الجيدة وتكافؤ الفرص وتعبئة الشباب للمساهمة في برامج التنمية الوطنية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التخطيط الاستراتيجي التربوي.

وبما أن الإيسيسكو الجديدة تمثل اليوم الضمير الحضاري للعالم الإسلامي، أكدت الباحثة أنها أصبحت اليوم مؤهلة لأن تكون الضمير الحضاري للإنسانية جمعاء، خاصة بعد أن شرعت في الانفتاح على العالم في تنوعه الثقافي والديني واللغوي، كما يتعين عليها أن تساهم في إنقاذ منظومة القيم الإنسانية المشتركة التي تهددها انحرافات ما بعد الحداثة والتحرر المبالغ فيه في تناقض مع طبيعة الإنسان وفطرته السوية.

يذكر أن رسالة الباحثة ضحى بنسعيد هي أول دراسة جامعية تنجز حول الاستراتيجية التربوية للإيسيسكو في كلية علوم التربية بالرباط.

[ad_2]