[ad_1]
بجدّية وصرامة الكبار يستعد الفتيان المشاركون في جائزة الحسن الثاني للتبوريدة، المقامة بدار السلام بالرباط، لخوض المنافسات، ويقومون بالطقوس نفسها التي يقوم بها الكبار قبل الدخول إلى المضمار أو “المحرث” بلغة ممارسي الفروسية التقليدية.
داخل خيمة “سربة” جمعية آيت يدن لفن التبوريدة وتربية الخيول، من عمالة الخميسات، يتوسط بلحاج بلال زملاءه من فرسان فرقته اليافعين، مرتديا زيّا يميّزه عن باقي الفرسان الذين يرتدون زيا تقليديا يمتزج فيه اللونان الأصفر والأبيض، حاملين البنادق (لمْكاحل)، وبعد لحظات من التركيز تنطلق التدريبات الأخيرة على إطلاق البارود، والهدف: توحيد الطلقة لنيل نقطة جيدة من طرف الحكّام في الحلبة.
يكسر صوت المقدم بلحاج بلال الصمت السائد في الخيمة، مستفتحا آخر التداريب بعبارة “يا بسم الله”، تعقبها عبارات أخرى يرددها الفرسان، ثم ترفع البنادق المشحون جوفها برصاصات مطاطية صغيرة تستعمل عند التداريب، في الهواء وتنزل في حركات متناسقة، قبل أن تستوي أطراف السبابات على “الزّندة”، وتضغط عليها في لحظة واحدة.
ينبعث صوت رصاصة شاردة فتلتف رؤوس الفرسان الصغار ومعهم المدربون إلى فارس في طرف الصف، دلالة على عدم رضاهم عن طلقته، وفي الطلقة الثانية كرر الخطأ فنهره أحد المدربين؛ وفي المرة الثالثة توحّدت طلقة جميع الفرسان كنوتة موسيقية واحدة، فعَلا الانشراح الوجوه الصغيرة، ولهجت ألسن المدربين بالدعاء للفرسان الصغار بالفلاح.
في الخيمة المجاورة كان رفاق المقدم بن رقية محمد أمين، من جمعية محمد علي شاكر بعمالة القنيطرة، يقومون بدورهم بآخر الاستعدادات قبل دخول غمار المنافسات.
ولا يتعدى سنّ محمد بن رقية 15 عاما، وقد تعلّق بفن التبوريدة خلال زياراته إلى البلدة التي تتحدر منها أسرته ضواحي مدينة القنيطرة، حيث اقتدى بصنوانه من أطفال القرية، وكان عمره، حين امتطى صهوة الفرس لأول مرة اثني عشر عاما، واستمر تعلقه بالفروسية التقليدية إلى أن صار “مقدما” لـ”السربة”.
وتشارك في جائزة الحسن الثاني للتبوريدة، التي تحتضن منافساتها حلبة دار السلام بالرباط إلى غاية يوم الأحد المقبل، ستّة فرق (سربات) في فئة الشبان، يصل عدد فرسانها إلى 59 فارسا رسميا، إضافة إلى 55 فارسا احتياطيا.
ويصل مجموع الجوائز المالية المخصصة لفئة الشبان إلى 242 ألف درهم، حيث ستنال “السربة” الفائزة بالميدالية الذهبية جائزة مالية بقيمة 100 ألف درهم، وتحصل “السربة” الفائزة بالميدالية الفضية على جائزة مالية بقيمة 70 ألف درهم؛ في حين ستحصل الفرقة المحتلة للرتبة الثالثة على 40 ألف درهم.
[ad_2]