[ad_1]
أثار إعلان المستشفى الجامعي بطنجة عن طلب عروض لتوظيف ممرضين تقنيين في التخدير والإنعاش، عن طريق شركات خاصة، غضب الهيئات المهنية الممثلة للممرضين، التي ترى أن هذا التوجه سيعمّق هشاشة وضعية الجسم التمريضي، ويشكل خطرا على صحة المواطنين الذين يعالجون في المستشفيات العمومية.
ويسود رفض واسع لتوظيف الممرضين عن طريق شركات خاصة في أوساط مهنيي الصحة في القطاع العمومي، بحسب المعطيات التي استقتها انزي بريس، إذ قال مصدر إن “العواقب ستكون وخيمة إذا تم السماح بتوظيف الممرضين بواسطة شركات المناولة، على غرار توظيف الحراس وعمال النظافة”.
وأضاف أن “ممرضي التخدير والإنعاش يقومون بجهد كبير داخل المستشفيات العمومية وهم العمود الفقري للمركبات الجراحية، لأن المستشفيات في أغلب الأقاليم لا تتوفر على أطباء التخدير والإنعاش، وإذا تم السماح بتوظيف تقنيي التخدير والإنعاش عن طريق شركات المناولة، فمن هي الجهة التي ستحمي حق المواطن في حال تعرّض لخطأ ما؟”.
وبالعودة إلى المرسوم رقم 2.22.434 الصادر بالجريدة الرسمية في 8 مارس 2023، يتعلق بالصفقات العمومية، فقد تم إدراج “أعمال نقل الجرحى والمرضى والتمريض (…) ضمن لائحة الأعمال التي يمكن أن تكون موضوع الصفقات العمومية”.
وعبرت هيئات نقابية في قطاع الصحة عن رفضها لما سمّته “تفويت الخدمات الصحية لشركات المناولة”، وقررت تنفيذ إنزال أمام المستشفى الجامعي محمد السادس في طنجة يوم فاتح يونيو المقبل، ردا على إعلان طلب العروض رقم 09.2023 المتعلق بتفويت خدمات التخدير والإنعاش إلى شركة خاصة.
في السياق ذاته، قال شكيب الكيزي، عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة: “حاليا، هناك علاقة مباشرة بين الممرضين والإدارة في المستشفيات العمومية. وإذا ألمّ بالمريض أي ضرر، فإنه يتوجه إلى الإدارة، فإلى أين سيتوجه إذا كان الممرض تابعا لشركة خاصة؟ ومن هي الجهة التي ستتحمل المسؤولية في هذه الحالة؟”.
وأضاف الكيزي، في تصريح لانزي بريس، أن مصطلح “تقنيي التخدير والإنعاش” الوارد في طلب العروض الذي قدمه المستشفى الجامعي بطنجة، “تسمية دخيلة على القطاع؛ لأن خريجي معاهد التمريض التابعة للدولة يسمون ممرضين أطرا في التخدير والإنعاش”، موضحا أن الغاية منه هي إيجاد طريقة لاستقطاب خريجي معاهد التمريض الخاصة التابعة للتكوين المهني.
ووصف المتحدث ذاته عملية توظيف الممرضين عن طريق شركات المناولة بـ”العبث”، وزاد قائلا: “الممرضون خريجو معاهد التمريض التابعة للدولة يتمتعون بكفاءة عالية، إذ يلجون إلى هذه المعاهد بعد نيل معدلات عالية في الباكالوريا، ويمرون من مرحلة الانتقاء الأولي، ثم يجتازون الامتحان الشفوي والكتابي، فكيف سنُدخل إلى المركبات الجراحية أشخاصا لا نعرف حتى مستواهم ونكلفهم بعملية التخدير والإنعاش؟”.
حركة الممرضين وتقنيي الصحة، التي دعت إلى إنزال وطني أمام مديرية المركز الاستشفائي الجامعي بطنجة يوم الخميس المقبل، انتقدت بشدة وزارة الصحة على ما سمته “تفويت قطاع الصحة إلى أصحاب الشكارة”.
وعبرت الحركة عن رفضها إعلان طلب عروض خدمات التخدير والإنعاش في إطار التدبير المفوض من طرف المستشفى الجامعي بطنجة، “بسبب تهديده الصريح للأمن الصحي لعموم المواطنين، واستهدافه المباشر لإطار الممرضين وتقنيي الصحة”، مطالبة وزير الصحة بسحب ما أسمته “هذه الصفقة المشبوهة”.
[ad_2]