حرب المغرب ضد الإرهاب تجلب تحذيرات من غياب التنسيق بين دول الجنوب

حوادث

[ad_1]

يواصل المغرب حربه المفتوحة ضد الإرهاب؛ من خلال تعقب الخلايا الإرهابية التي يتم الإعلان عن تفكيكها بين الفينة والأخرى، كما هو الحال اليوم الإثنين، حيث جرى تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” تنشط بمدينة طنجة، كان عناصرها الثلاثة بصدد التحضير لتنفيذ مشاريع إرهابية خطيرة تستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة.

توالي تفكيك الخلايا

تعد الخلية الجديدة التي أعلن عن تفكيكها الثالثة من نوعها خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري؛ الأمر الذي يبين أن السياق الراهن ما زال مطبوعا بتنامي مخاطر التهديد الإرهابي وحرص التنظيمات الإرهابية العالمية والأقطاب الجهوية المتفرعة عنها على الرفع من عملياتها التخريبية.

انطلاقا من البيانات التي أعلنت تفكيك الخلايا التي أجهضت الأجهزة الأمنية مخططاتها ومشاريعها الإرهابية بالبلاد، يتضح أن المغرب فكك خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري ثلاث خلايا إرهابية حتى الآن، أسفرت عن توقيف 9 عناصر موالين لـ”داعش”.

أفادت المعطيات ذاتها بأن القاسم المشترك بين هؤلاء المتطرفين هو انتماء جلهم إلى مناطق الشمال، إذ إنه فضلا عن عناصر الخلية الأخيرة المنتمين إلى مدينة طنجة فإن باقي المتطرفين إلى ينتمون إلى مدينتي تطوان والعرائش ثم سوق الأربعاء الغرب.

كما بدا لافتا في البيانات أن المشتبه فيهم حاولوا ربط علاقات مع عناصر إرهابية أخرى تنشط خارج المملكة، بهدف التنسيق معهم للالتحاق بأحد فروع تنظيم “داعش”، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء؛ وذلك مباشرة بعد تنفيذ مخططاتهم الإرهابية التي كانوا يعتزمون القيام بها داخل أرض الوطن، الأمر الذي يطرح جملة من التحديات.

مصطفى الرزرازي، رئيس المرصد المغربي حول التطرف والعنف، اعتبر أن الاعتقالات التي نفذها المكتب المركزي للأبحاث القضائية اليوم تبين أن معركة المغرب ضد الإرهاب مستمرة.

إعادة انتشار

قال الرزرازي، في حديث مع جريدة انزي بريس الإلكترونية، إنه انطلاقا من البيان المعلن عنه يتضح أن “آليات الربط لـ”داعش” مع المتطرفين داخل المملكة مازالت مستمرة”، مؤكدا أن الوجهة أصبحت تركز على الساحل جنوب الصحراء.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا الأمر يدخل في “نفس التأكيدات التي عبرت عنها الأجهزة الأمنية المغربية منذ مؤتمر التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الذي احتضنته مدينة مراكش قبل عام من الآن، حيث عرف التنبيه من طرف “مختلف الأجهزة الأمنية المغربية بمخاطر هذا الاتجاه”.

وسجل رئيس المرصد المغربي حول التطرف والعنف أنه بدل التفكير في أوروبا وسوريا والعراق، “الآن هناك إعادة الانتشار والتمركز والتهديدات القادمة من الجنوب للمملكة، خاصة الساحل وجنوب الصحراء، وهذا المنعطف مهم بالنسبة للخبراء والمحللين؛ لأنه يفترض فينا إعادة النظر في قراءتنا ويعيد إلينا أهمية مسألة الجوار”.

وتابع الرزرازي مبينا أن دول شمال إفريقيا “في حاجة إلى التعاون، ومع الأسف هذا الشعار نجح بين دول الشمال والجنوب؛ ولكن بين دول الجنوب ما زالت فيه مشاكل”، مشددا على أن دول الجنوب عموما وخصوصا دول إفريقيا “أمامها تحديات، أهمها في تقديري هو تعزيز التعاون في تبادل المعلومات والتدريب المشترك في بناء الاستراتيجيات للحد من المخاطر الإرهابية”.

ولفت الفاعل المدني عينه إلى أن المناخ الدولي من شأنه أن يعزز هذا الاتجاه، مبرزا أن “الإغلاق الأوروبي على ملف الهجرة، وارتفاع أسهم اليمين المتطرف في دول الشمال، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، سيعطي ربما متنفسا للتنظيمات الإرهابية لتعزيز نشاطها في الجنوب داخل دول الجنوب وضد الجنوب؛ وهذا هو الأمر الخطير”.

انخراط مدني في حرب

من جهته، دعا محمد قمار، رئيس المرصد المغربي لنبذ التطرف والإرهاب، إلى عدم التهاون التراخي في مواجهة الخطر الإرهابي، مؤكدا أن التعويل على القوة الأمنية الاستباقية والاحترافية التي تتمتع بها وحده غير كافٍ”، معتبرا أن “أيادي الغدر المتربصة بالوطن يمكن أن تمس استقرار المملكة في أي وقت”.

وأضاف قمار، في تصريح لجريدة انزي بريس الإلكترونية، أن المغرب في إطار الدينامية الاقتصادية والتنموية والنجاحات التي حققها في عدد من القطاعات، كالسيارات مثلا، “هذا الأمر يضايق أعداء الوطن سواء كانوا متطرفين بشكل ما أو بآخر”.

وأكد المتحدث ذاته أنه “لا يمكن أن يبقى المغرب معولا على الأمن وحده، والجهود المبذولة مهمة في هذا المجال؛ ولكن يجب أن لا تقتصر على هذا المستوى”، مبرزا أن جهودا أخرى ينبغي أن تبذلها فعاليات المجتمع المدني والمؤسسات لمواجهة “خطاب الكراهية واليأس والتيئيس؛ وهو الأرض الخصبة لتخريج أيادي الإرهاب والغدر التي تستقطب هذا النوع”.

وزاد مبينا: “ندعو في هذه المرحلة إلى المزيد من اليقظة وطنيا لمواجهة كل أشكال خطاب الكراهية، كجمعيات ومؤسسات لتكون صمام أمان في المستقبل”، مشددا على أهمية دور المجتمع المدني في المعركة، وطالب بتشكيل “جبهة وطنية ومشروع متكامل يمكن من خلاله تحصين الوطن من الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه.

[ad_2]