[ad_1]
انزي بريس | Anzipress
كان والده فقيهاً بالجزائر لحظة صرخته الأولى بدوار افرض سيدي حساين دائرة لخصاص بإقليم تزنيت..الصرخة التي صادفت ايضاً تلك الإرهاصات الأولية لتحرر الأرض والعباد من الحماية الفرنسية إذ لم يبلغ الطفل خمس سنوات ( 22 دجنبر 1951) والذي اختير له صفة عبد من عباد الله وليس من العبيد – طبعاً- حتّى زفّ خبر الإستقلال إلى جانب فتح أول مدرسة ابتدائية أبوابها لمثل أقرانه وغيرهم ممن بدأوا بفك طلاسم الحروف الأولى بمسجد القرية..
وخوفاً من تنصيره حسب قناعة والدته قرّرت ترحيله وتفسيره إلى الدار البيضاء تحت كنف خاله.. ليستيقظ طفلنا وسط أكبر مدرسة شعبية مغربية أنجبت عباقر في مختلف المجالات السياسية والفنية و الرياضية.. الحيّ المحمدي الذي جعله يتقاسم فضاء حجرة الدراسة مع الفنان المرحوم العربي باطما.. والفنان احمد السنوسي وان يتعلم على يد عبد الرزاق البدوي.. ويتلمّس ابجديات كرة القدم تحت أنظار العربي الزاولي فئة الفتيان للفريق العتيد الاتحاد البيضاوي..
كانت ثلاث سنوات كافية للحصول على الشهادة الابتدائية بإحدى المدارس الخاصة.. بل كانت بداية طفل بدأ يكبر بسرعة تتجاوز نمّوه الطبيعي كي يتحمّل باكراً قطع مسافة أكثر من 13 كلم يوميّاً صوب الثانوية الإعدادية ولمدة اربع سنوات وبكل معاناتها وتحت الغياب الكلّي للدفء الابوي فقد كانت عاملاً حاسما في بناء شخصية تحاول أن تجد تميّزها وسط هذه المدينة – الغول مع مطلع سبعينيات القرن الماضي.. وهو على مشارف سنة للحصول على شهادة البكالوريا يتدخل هذه المرّة الفقيه الاب لتوجيه بوصلة الشاب عبد الله ابو القاسم نحو البحث عن العمل أو التوظيف..
كانت مدينة ورزازات محطّة إجبارية حيث أن مركز المعلّمين بهذه المدينة هو الوحيد الذي يقبل بعض الملفات الناقصة لبعض الوثائق كعقود الإزدياد في حالة بطل حكايتنا.. الذي أصبح مبحوثا عنه بعد إعلان النتائج وهو يتابع رحلته الاستجمامية بمدينة زاگورة .. ليلتحق بعد مدّة بمدينة الرباط لاستكمال تكوينه التربوي باعتباره من الأوائل كما جرت العادة زمنها..
عاد إلى الدار البيضاء معلمّاً.. ويكتشف بعد سنة من العمل ان إغراءات الحياة قوية أمام الحوالة… ووسوس له الشيطان البحث عن أفق آخر خارج الوطن..ولم تكن إلاّ هولندا تلك البقرة الضاحكة لأمانيه في اكتساب سيارة ورصيد بنكيّ جد محترم والتباهي بها وسط القرية صيف كل سنة….
وأفراد عائلتك وخاصة إخوتك لن يتجاوزوا سقف رعاة غنم على أكثر تقدير..
هي النصيحة من احد افراد عائلته هناك جعلته يقتنع من جديد بقبّعة المعلم وينذر عشيرته الاقربين بالعمل على استقدام جميع إخوته ومساعدتهم على بناء مسارهم الحياتي خاصة بعد تمّ نقله إلى مدينة أكادير..
هكذا بدأ ج عبد الله ابو القاسم بوحه الجميل ليلة أمس بخيمة ساحة تامري كضيف لسمر رمضاني استطاع الإعلامي المقتدر الزميل محمد بركة إضفاء هذه اللمسة الحميمية على هذا اللقاء التواصلي مع شخصية ارتبط اسمها بتدبير الشان الرياضي عامّة كرئيس العصبة حالياً وفريق حسنية أكادير خاصة..
واستطاع الحضور المتميز التفاعل مع هذه اللحظة الزمنية بالتركيز عن العمق الإنساني لضيفنا من خلال الحديث عن مرحلة تدبير الشأن المحلي باسم حزب القوات الشعبية وتلقيبه ب ( نيرون) الذي أحرق غابة ( الزرب) بعد إن اكتشف استغلاله لتفريخ مدن الصفيح.. مات حيّ سيدي يوسف القصديري.. وما زال نيرون أكادير حيّاً..
كما لقّبه أيضا الجسم الرياضي بالمغرب ب( مول الكيران) حيث يعود له الفضل في حصول كل الفرق الوطنية على حافلة جديدة وانيقة.. هو نفس الجسم الذي يعترف بدور الحاج عبد الله أبو القاسم في إحداث تأمين شامل لكل المتدخلين في تنظيم المقابلات الحكام والمناديب وغيرهم..
نعم هذا الكم التعريفي لأدوار ضيف سمرنا الرمضاني لم تكن متاحة للعموم لولا هذه التجربة التواصلية في الشكل كما المضمون التي ابدعتها الجماعية الحضرية لمدينة أكادير وضمن فضاء الخيمة وبكل سحرها ودفئها العائلي..
شكرا للجماعة.. شكرا للزميل محمد بركة..
أمّا الضيف فهو الآن أجمل مما كان بعد هذا البوح الصادق والتلقائي.. والناجح لأن رصيده الثقة.. وتقاسم الخبرة والرأي مع الآخر.. والاعتراف بمجهوداتهم..
هي كاريزما ما كانت ان تولد لولا ذاك التسفير الإجباري إلى الحي المحمدي..
بلى
وما تدري نفس ماذا تكسب غذاً..

[ad_2]