ناصر الزفزافي ”انفصالي ” بنهكة المخدرات

آخر الأخبار مقالات وأراء

قد نتفهم، مثل كثير من العقلاء في هذا البلد الأمين، لجوء السلطات المحلية من حين لآخر، إلى منع هذا النشاط أو وقف ذاك التجمع، إذا ما كان ذلك مخالفا للقوانين الجاري بها العمل.. خاصة وأننا ألفنا مثل هذا المنع، المبرر طبعا، في حالات كثيرة، تماما كما حصل غير ما مرة خلال الحملات الانتخابية مع منع تجمعات خطابية في أماكن عمومية لأحزاب سياسية بعينها، وتشديد السلطات على ضرورة أن تتم هذه التجمعات في قاعات أو في غيرها.. لكن قد يبدو غريبا، وربما عصيا على الاستيعاب، أن تلجأ جماعة، لا صفة لها، ولا انتماء ظاهر لها، على منع تنظيم نشاط معين بمكان عمومي، وكأنها هي صاحبة الأرض وحامية القانون، وإن كان مثل هذا السلوك، هو لون من ألوان “السيبة” المتقدمة طبعا.
الحديث هنا يتعلق بجماعة لها أجندة خفية، نصبت نفسها “بزز” في الحسيمة كمدافعة عن “الحق”، وإن كان “للحق رب يحميه” ليس في الحسيمة وحدها، بل في باقي المدن المغربية برمتها.. تصوروا أن المغرب بكبيره وصغيره، بسياسيه وأمنييه ومدنييه وبسطائه وبملكه أيضا، حزنوا وتألموا لوفاة المرحوم محسن فكري بتلك الطريقة المأساوية في أكتوبر الماضي.. كل هؤلاء، تضامنوا مع عائلته فعلا وقولا وبالقلب أيضا.. بل تدخل الملك شخصيا وأمر بفتح تحقيق في الواقعة وشدد على الذهاب إلى أبعد مدى من أجل أن يلقى الجناة العقاب الذي يستحقونه دون تمييز. كما أبانت عائلته عموما ووالده بشكل خاص عن نضج كبير وهو يشدد على أنه لا يريد أن يتحول دم ابنه إلى وقود لإشعال الفتنة في مغرب ينعم في الأمن والاستقرار وسط محيط مضطرب…
الآن، وبينما يسلك التحقيق قنواته القانونية والطبيعية، وفي الوقت الذي عزمت فيه بعض الفعاليات على تنظيم معرض تجاري في ساحة محمد السادس بمدينة الحسيمة، أقدمت جماعة بلطجية، في سابقة من نوعها، على محاولة احتلال الساحة، لمنعها من تنظيم هذا المعرض، بمبرر “أن هذه الجهة تريد أن تطوق الساحة حتى لا تصبح مكانا للاحتجاج”. بل الأكثر من ذلك، وهذا بيت القصيد، هو أن هذه الجماعة البلطجية، تخال أن ساحة عمومية، هي في الأصل مِلك لكل المغاربة، وبالأخص هي مِلك للحُسيميين، (تخال أن الساحة) أصبحت مقرا لها، تحتله وقت ما شاءت، أو بالأحرى وقتما رغب في ذلك من يحركها بـ”التيليكوموند” من أجل “الركوب على قضية المرحوم محسن فكري” لقضاء مآرب خطيرة للغاية، وتغليفها بما تسميه “مطالب اجتماعية”. هذا في الوقت الذي تعهدت الدولة بمعالجة القضية وحرصها على أن يلقى الجناة العقاب الذي يستحقون.. إذ كيف يقوم مثلا عنصر يدعى ناصر الزفزافي، يقدم نفسه كـ”ناشط للحراك” ويحرك الجماعة البلطجية، على أن يوجه دعوة للحسيميين من أجل النزول إلى الساحة، واحتلالها للتظاهر ومواجهة السلطات المحلية، وهو حسب مصادر عديدة مجرد “فاكتور” يتحرك ويتحدث بلسان جهة في الخارج لها أجندة وتخطيط من أجل تنفيذ مشروع يهدف إلى تقسيم المغرب..؟ وهل ناصر هذا الذي يتباكي على وفاة المرحوم محسن فكري، فقط أمام عدسات الكاميرات، أكثر تألما من عائلته التي سلمت بقدر الله سبحانه وتعالى؟.. ثم لماذا يحاول هذا “الناشط للي عاطيها للنشاط” أكل الثوم بفم أهل الحسيمية الأبرار، و”علاش هاذ الشي كامل”؟. الحاصول “إذا ظهر السبب بطل العجب”.