كشف وزير الصحة، الحسين الوردي،
أرقاما صادمة عن الأمراض المعدية والمنقولة جنسيا في المغرب، مؤكدا أنها تعد مشكلة كبرى بالنسبة إلى الصحة في المملكة.
وأوضح الوزير، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي السابع عشر لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا، المنعقد بمراكش بين 9 و12 ماي الجاري، أن أكثر من 400 ألف حالة إصابة جديدة بهذه الأمراض تسجل سنويا،
70 في المائة منها في أوساط النساء، وأضاف أن العام الماضي شهد إحصاء 440 ألف إصابة جديدة مصرّح بها، 27 في المائة منها تتعلق بالتهابات عنق الرحم لدى النساء، و16 في المائة منها عبارة عن أمراض تعفن المسالك البولية لدى الرجال، بينما تتعلق 28 في المائية منها بتقرحات على مستوى الأعضاء التناسلية لدى الجنسين، و5 في المائة من المصابين من الجنسين معا يعانون من الثآليل التناسلية، أو ما يُعرف علميا بـ فيروس “الورم الحليمي البشري”.
كلمة الوردي، التي ألقاها نيّابة عنه عبد الرحمان المعروفي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، أورجت أنه في العام الماضي سجلت إصابة 1200 حالة جديدة بفيروس السيدا، مضيفة بأن عدد الأشخاص المتعايشين مع مرض السيدا في المغرب، يبلغون 24 ألفا، لافتا الانتباه إلى أن أعدادهم تراجعت بنسبة 42 في المائة منذ عام 2000.
وذكّرت كلمة وزير الصحة بالجهود التي بذلها المغرب خلال العقود الثلاثة الأخيرة في مجال مكافحة الأمراض المنقولة جنسيا / السيدا، وذلك من خلال إطلاق برنامج وطني لمحاربة هذا الداء منذ عام 1988، وإدماج مراقبة الأمراض المنقولة جنسيا ضمن برامج الوزارة منذ عام 1996، واعتماد مقاربة للتكفل بالمصابين بهذه الأمراض، وكذا إدخال التلقيح ضد داء التهاب الكبد الفيروسي من نوع “ب” ضمن البرنامج الوطني للتلقيح منذ عام 1999.
وذكر الوردي بالمخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا، الممتد بين عامي 2012 و2016، والذي قال إنه يرتكز على ثلاثة محاور أساسية، وهي الوقاية، والعلاج، ودعم الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، مشيرا إلى أن الحكومة خصصت، خلال العام الماضي، غلافا ماليا يتجاوز 22 مليون دولار، من أجل مواجهة الأمراض المنقولة جنسيا.
ودعا الوردي المجتمع الدولي، خصوصا الشركاء التقنيين والماليين، إلى تقديم الدعم والمساعدة لوضع إستراتيجية متجددة لمراقبة الأمراض المنقولة جنسيا، والتمكن من التكنولوجيات الجديدة في مجال التشخيص والتكفل بالمرضى المصابين بها.
ويجري تنظيم المؤتمر الدولي السابع عشر لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا في مراكش، من طرف جمعية العلميين للمعهد الوطني للصحة، بتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا، تحت رعاية الملك محمد السادس، إذ من المقرّر أن يتدارس خلاله خبراء محليون وأجانب أحدث الاكتشافات وآخر الأبحاث العلمية حول تطوير التكنولوجيات في مجال محاربة السيدا والأمراض المنقولة جنسيا، فضلا عن المقاربات الجديدة لتطوير تكنولوجيا اختبار فيروس نقص المناعة المكتسبة.
وسيشهد المؤتمر تنظيم عدة ورشات حول مواضيع تتعلق بالتشخيص المختبري، واختبارات فعالية الأدوية لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات، مع التركيز على برامج محاربة السيدا وإمكانيات الوصول إلى “صفر عدوى” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.