دار الفنون الموسيقية في العاصمة العمانية .. أنغام تستشرف الأخوة الإنسانية

فنون و إعلام

[ad_1]

رحلة في قلب الأنغام التي نعيش معها تقدمها عاصمة دولة تحتفي بالموسيقى في مختلف مبانيها وفضاءاتها الثقافية، ومن بينها “دار الفنون الموسيقية” المنتمية إلى “دار الأوبرا السلطانية” بالعاصمة العمانية مسقط.

“دار الأوبرا” المؤسسة بدعوة من السلطان الراحل قابوس كان من بين مصمميها المهندس المغربي محمد جال، وترتبط بها “دار الفنون الموسيقية” المتضمِّنة فضاءَ عرض، ومكتبة موسيقية، ومعارض للصور والآلات الخاصة بالسلطان، مع قاعدة بيانات مصورة تتيح تتبع جميع العروض التي حطت الرحال بهذا المبنى.

بهذه الدار “معرض الفنون الموسيقية” الذي يتفرّع عنه عنوان “عمان والعالم”، وهو معرض مثير للاهتمام مغذّ للذّوق، وسفَر في تكوّن الموسيقى، والآلات، والإبداع العالمي، مع رسالة تتشبث بالأخوة الإنسانية.

وفي البدء كانت النغمة، أول نغمة موزونة يسمعها الطفل: نبض قلب أمه، ثم أول ما شكل الوعي الفني للإنسان داخل هذا العالم الواسع من أصوات الأمواج، وترقرق الماء، وكائنات البحر والجو والأرض، والرياح حين لقائها بالصحاري…

في أولى محطات المعرض غرفة محاطة بشاشات عرض، ترافقها “النغمات الأولى” التي تأخذ الزائر في رحلة إلى “أصوات عمان”، والأصوات التي شكّلت ذوق الإنسان ووعيه، منذ فجر تاريخه.

وعلى بعد خطوات وباب يمكن للزائر الإنصات إلى دقاتِ قلبه موجات موسيقية، ثم للسلالم الموسيقية المنسّقة للأصوات الطبيعية، مع تعريف برواد دراسة الموسيقى، مثل فيثاغورس والفارابي.

وكم تحضر الآلات بالمعرض، مع تذكير بأن أقدم قائمة للآلات الموسيقية عرفها الإنسان إلى يوم الناس هذا كانت بسومر في بلاد الرافدين، 26 قرنا قبل الميلاد. ويبدأ بعد ذلك سفر بين الآلاتِ وأنواعها المتعددة، وترية، ونفخية خشبية، وإيقاعية، وغيرها.

ويشرّح المعرض صنعة الآلة، مقدما في رواق خاص مسار صناعة العود وزخرفته، وكيف يُنطِق الحرفيون الخشبَ موسيقى.

ويحط الزائر الرحال بـ”محطة الموسيقى العمانية” ليكتشف امتداداتها العربية والآسيوية، وتنوعها أيضا؛ حيث “ترتبط موسيقى السواحل إلى حد كبير بصيد الأسماك والغوص، بينما يتغنى البدو بأغان صحراوية تصوّر أسفارهم وترحلهم على الرمال الفارغة الشاسعة، أما الموسيقى في المناطق الداخلية فقد تتشكل من خلال الاحتفالات القبلية التي تركز على الزراعة”.

وفي جلسة تطلّ على الإبداع الإنساني، تتجاور التعبيرات الموسيقية لمختلف الأصقاع، في رسالة واضحة: لسنا مختلفين عن بعضنا البعض في آخر المطاف.

أما “محطة الفنانين” فتقدم جولة تفاعلية في الفن العالمي، تعرف بأبرز رواد الإبداع، ومن بينهم فيروز، “أشهر نجوم الغناء العرب قاطبة، وصاحبة أجمل الأصوات العربية”.

وتنتهي الرحلة بمحطة تفاعلية أخرى، أوركسترا كاملة دون موسيقيين، تتيح الإنصات لكل آلة على حدة كلما اقترب الزائر من لوحتها التعريفية، كما تتيح مشاركة المايسترو قيادته للفرقة، أو التواري إلى الخلف للاستمتاع بلقاء آلات قدمت من مختلف أنحاء العالم، وانبثقت عن حضارات متعددة، لتنصهر في عرض ينفذ إلى عمق الإنسان، ويذكّره بأن الحياة جديرة بالاكتشَاف والعيش.

[ad_2]