لمْ تدخر المملكة المغربية، بمؤسساتها المختلفة، جهدا لمحاربة تبييض الأموال ومكافحة الإرهاب طيلة العامين الماضيين، وهي جهود تُوجت أخيرا بخروجها من “اللائحة الرمادية”، تبعاً لقرار بالإجماع صادقت عليه مجموعة العمل المالي (GAFI) التي تعنى بتقييم جهود الدول لمكافحة تبييض الأموال والأصول ومحاربة تمويل الأنشطة الإرهابية المشبوهة.
خلْف هذا القرار/الإنجاز الذي أشادت به وكالات تصنيف ائتمانية عالمية، ومؤسسات مالية دولية، بشكل يعزز القوة التفاوضية للرباط في كبريات المحافل الاقتصادية ويجعلها “مَهوى قلوب المستثمرين ومَحافظهم”، يقف رئيس الهيئة الوطنية للمعلومات المالية “ANRF”، جوهر النفيسي.
إنه الرجُل الذي يحمل معاني ودلالات اسمه في عمله؛ فهو “الجوهر المحرّك” لجهود هيئته الواقعة تحت سلطة رئيس الحكومة، وضامنُ تنسيق عملها مع باقي الفاعلين العموميين والخواص لتحقيق ملاءمة “المنظومة الوطنية لمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال” مع أحدَث المعايير الدولية ذات الصلة في هذا المجال، عبر مصفوفة من الإجراءات التشريعية والتنظيمية والتدابير التحسيسية والرقابية.
كما أنه “نفيسٌ” بمثابة إحدى الجواهر التي تشتغل بخالص الوطنية في صمت، مراكِمةً إنجازات عديدة، بعيدا عن “أضواء الإعلام” و”ضوضاء” يخلّفها الفراغ الناتج عن مسار مسؤولين غير أكفاء.
جهود النفيسي لها أبعاد تجاوزت حدود المغرب؛ ففضلا عن شراكات عديدة جمعته بمؤسسات وطنية، كرئاسة النيابة العامة، واصل المسؤول ذاته عقد شراكات واتفاقيات أبانت عن حرص مغربي على “مكافحة الممارسات المالية المشبوهة داخل الوطن كما خارجه”، أبرزها وآخرها مذكرة تفاهم وقّعَها المكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في الإمارات مع الهيئة الوطنية للمعلومات المالية في المغرب، معززة “التعاون الثنائي في مواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح”.
ولم يُخف رئيس الهيئة الوطنية للمعلومات المالية اعتزازه بهذا التوقيع، قائلا: “تستهدف المذكرة في مضمونها إضفاء المزيد من الفعالية على الشراكة القائمة بين الهيئة الوطنية والمكتب التنفيذي”، قبل أن يضعها “تتويجاً وتعزيزاً لمسار حافل من التعاون بين المغرب والإمارات، بشكل يمنحه طابعا مؤسساتيا يحقق المزيد من التنظيم والمرونة والاستدامة على نحو يجسد التقاء الإرادات”.
وأضاف النفيسي أن “المؤسستَين تهدفان عبر إبرام مذكرة التفاهم إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، وذلك لتقوية وتطوير التعاون، وتبادل الخبرات والمهارات وأفضل الممارسات في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والجرائم الأصلية المرتبطة بهما، وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل”.
وبفضل جهود “هيئة المعلومات المالية” ورئيسها، شارك المغرب في “ورشة التطبيقات الخاصة بمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينافاتف) لعام 2023، التي اجتمعت فيها وفود من 21 دولة في منطقة الشرق الأوسط، لتبادل المعرفة واستعراض الممارسات الفضلى”.
بنَفَسٍ متجدد وصبور، يبصم النفيسي على مسار عملي ومهني، بل وشخصي، متألق؛ رصيدُه في ذلك الكفاءة والمهنية والعمل الصادق المسؤول.
[ad_2]