عربيةٌ وأمازيغية ودارجة.. مسابقة تطور محتوى “ويكيبيديا” حول التجربة المغربية

خطواتٌ لإغناء المحتوى العربي والأمازيغي حول المملكة، بموسوعة “ويكيبيديا” التشاركية العالمية، تتوالى مع مبادرة مدنية تقودها بشراكة مع “ويكيمِيديا” شبكة القراءة بالمغرب.

يتعلق الأمر بـ”مسابقة تحريرية على ويكيبيديا تستمر من 25 أبريل الجاري إلى 10 يونيو المقبل، تستهدف الناطقين بثلاث لغات، هي العربية والأمازيغية والدارجة المغربية”، وتروم “تعزيز وإثراء المحتوى المغربي على الإنترنيت من جهة، وتنمية اللغات المحلية للمغرب من جهة ثانية، في سبيل تعزيز جودة وتنوع المعرفة المتاحة عن المغرب على موسوعة ويكيبيديا، وتقليص الفجوة المعرفية بينه وبين باقي البلدان، وضمان تمثيل جيد لمختلف الثقافات المتنوعة في المغرب على الإنترنيت”.

وأوردت المسابقة في دورتها الأولى أنها تستهدف “الراغبين في تجويد وتطوير المحتوى المغربي على موسوعة ويكيبيديا التشاركية، وأيضا للراغبين في النهوض باللغات المحلية وحفظها”، بتركيز على “تعزيز المحتوى المغربي، وتوسيع تغطية الموسوعة لمواضيع متعلقة بالمغرب وتاريخه وثقافته، حيث تضم مجالات مثل التاريخ والجغرافيا والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والفنون والرياضة والسياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات ذات الصلة”.

في هذا السياق، قالت نجية المختاري، رئيسة شبكة القراءة بالمغرب، إن هدف هذه المسابقة وعدد من البرامج الأخرى “التشجيع على تطوير وتنمية المقالات المكتوبة باللغة العربية والدارجة المغربية والأمازيغية”، بعد “مؤتمر أول في إفران كان جدول أعماله مكثفا في شهر مارس، حول تطوير المقالات والبحث والكتابة”.

وأكدت المختاري، في تصريح لجريدة انزي بريس الإلكترونية، أن الهدف الأساسي للمبادرة “تطوير اللغة العربية، وويكيبيديا العربية (…) ببرامج تهتف بالفن التشكيلي، والتعريف بالمدن، والكتب، وترجمة المحتوى الأجنبي حول المغرب إلى العربية، والتعريف باللاعبات المغربيات في كأس العالم، وبأعلام الرياضيات ومجالها”.

لكن، من بين المشاكل التي تعترض هذا المسعى، وفق شهادة المختاري، “حذف مقالات مغربية، من طرف إداريين عرب في ويكيبيديا لا يعرفون الثقافة المغربية”، قبل أن تردف قائلة: “نحن في نوع من النضال والاستماتة من أجل تطوير المحتوى المغربي، حول الثقافة والتراث والفن والطبخ؛ وهذه طريقة مثلى لخدمة اللغة العربية، بتوسيع استعمالها على المستوى الموسوعاتي”.

وواصلت المصرحة: “نهتم بالأمازيغية لأنها لغة دستورية، ولغة وطنية موجودة، ولها روادها، ومن حقها أن توجد في الموسوعات العالمية (…) ودافع ذلك حقها في الحضور”، وزادت: “الدارجة كذلك موجودة وينبغي الحفاظ عليها، والاهتمام بها على قدم المساواة، وهي لغة، بدون خلفيات، وإداريو مقالاتها مغاربة، فلا تتعرض للحذف، وفيها تفصيلات باللهجات حسب الجهات المغربية، وتسجيلات صوتية لكلمة أو معنى واحد له مفردات متعددة حسب الجهات”.

يذكر أن من شروط المشاركة في هذه المسابقة “الالتزام بالركائز (…) الأساسية لويكيبيديا، وهي شروط العمل الموسوعي من حيث الأسلوب والتنظيم العام للمقالات واعتماد المصادر، ثم الالتزام بوجهات نظر محايدة، والتحلي بقيم العمل التشاركي التطوعي في بناء المعرفة، والالتزام بالأخلاق والآداب العامة عند الكتابة أو التواصل، وفي الأخير التحلي بالجرأة للبدء في التحرير.”