لشكر يدرس ممارسات الخبرة والخبراء

فنون و إعلام

[ad_1]

عن دار القلم للطباعة والنشر، صدر حديثا للباحث في علم الاجتماع نور الدين لشكر كتاب “في سوسيولوجيا الخبرة والخبراء”، ضمن أزيد من 240 صفحة من الحجم المتوسط، وبغلاف أنيق، تتوسطه لوحة بريشة الفنان إدريس حسناوي.

ويتناول الجزء الأول من الكتاب، الذي هو عبارة عن أطروحة جامعية، موضوعا تعتبر الكتابة فيه نادرة عربيا، ذلك أنه يتعرض لقضية لها علاقة مباشرة بموضوع التنمية؛ فإذا كانت الدراسات السوسيولوجية قد اهتمت بشكل مستفيض بالنظريات التي تعنى بالتنمية، والظواهر الاجتماعية، والكشف عن آليات إنتاج عدد منها، وعن كيفية التعاطي معها؛ إلا أنها، وكعدد من العلوم الإنسانية، مازالت تعمل على دعم مشروعيتها بموضوعات يتحقق فيها “البريق المعرفي”.

ويحرص موضوع هذا الكتاب على رصد أحد الموضوعات غير المسبوقة بالدراسة الأكاديمية مغربيا وعربيا، فهي إذن أول أطروحة جامعية تتناول عالم الدراسات التدخلية وتقارير الخبرة، ومن ثم مناقشة معايير الخبراء.

وحاول المؤلف خوض غمار الحدود الرمادية بين عالم الخبرة والدراسات التدخلية، من جهة، وبين البحث العلمي الأكاديمي والجامعي من جهة أخرى، خاصة أن التوتر المعرفي حول كيفية تحقيق أهداف التنمية وتجسيدها بقدر ما يشكل محور التقاء بين الباحثين الأكاديميين والخبراء بقدر ما يعد مصدر تجاذب بين المؤسسات العلمية، خاصة الجامعية منها، وبين المؤسسات الراعية والممولة للخبرة.

ويطلع صاحب الكتاب القراء والمهتمين على طبيعة النقاش العلمي المحتد بين هذه الأطراف، علميا ومهنيا وكذا سياسيا وأخلاقيا وفلسفيا؛ سواء في ما يتصل بتحديد أهداف الخبرة وتجلية الغايات المحركة لها، أو في ما يخص تحديد معايير الخبراء ومؤهلاتهم العلمية، أو ما يهم طبيعة العلاقة التي تجمعهم بالمؤسسات والمنظمات المشغلة لهم.

ويأتي هذا الإصدار أمام ندرة الكتابات والدراسات الجامعية والأبحاث المتخصصة محليا أو عربيا في الموضوع، في مقابل ما عليه الحال في وطننا العربي، حيث هناك من يوزع صفة “خبير” بسخاء على كل مهتم بموضوع ما، دون تحديد أي معيار، أو استناد لمفهوم. بل هناك من يلصق صفة الخبير بكل شخص ذي مؤهلات تقنية وليست علمية، عندما يسدي خدمات تقنية محددة، ما يجعل المفهوم يسبح داخل ضبابية كبيرة في النظر والاستعمال. وبالتالي سعى صاحب هذا العمل إلى بيان عدد من الأبعاد المتصلة بالموضوع وكشف الضبابية حوله.

ولم يكتف صاحب الكتاب بالعمل النظري التوثيقي الذي كان غنيا ودسما إلى حد كبير، بل واجهه وقابله بالواقعي الفعلي، عبر الممارسة المهنية للخبراء أنفسهم؛ من خلال مقابلات أجريت مع عدد منهم.

وأنجز الباحث مقابلات مع خبراء مغاربة وأجانب، بالإضافة إلى مجموعة استشارات مع باحثين جامعيين ارتبطوا بهذا المجال بشكل أو بآخر… خبراء قادمون من تخصصات عديدة، ومن آفاق معرفية متنوعة، وهو ما زاد من إغناء المادة المعرفية المتحصل عليها من المراجع المتخصصة.

وبالإضافة إلى خبراء من ذوي الخلفية السوسيولوجية، تمت مقابلة جغرافيين، وإحصائيين، واقتصاديين، ومهندسين زراعيين، وبيولوجيين، زاولوا جميعهم مهام الخبرة؛ بالإضافة إلى البحث في الأبعاد القانونية والأخلاقية المتصلة بمزاولة هذه المهمة.

[ad_2]