هكذا يسهِم فتح “جامع قابوس” للسياح بعُمان في التعريف بالحضارة الإسلامية

فنون و إعلام

[ad_1]

سياحٌ من جنسيات متعددة ينتظمون كل صباح أمام “جامع السلطان قابوس الأكبر” بالعاصمة العُمانية مسقط، لاكتشاف مسجد تحضر فيه مختلف التعبيرات الحضارية للمنطقة ذات الغالبية المسلمة.

زلّيجٌ مغربي، معمار أندلسي، فسيفساء فارسية، ثريّات عثمانية، خزف سلجوقي، فن تيموري، أحجار هندية، نقوش عمانية، وخطّ عربي… جزء من كثير من الثقافات التي غذّت حضارةً يتّشِح بلَبوسها “الجامع الأكبر”، ويرحّب بالأجانب عنها لاكتشافها، والاقتراب من آخَرِهم، كما يرحّب بأصحابها ليروا غنى يمزج خصوصيات القُطريات، في لوحة أكبر وأدلّ.

ولا يستلهم “الجامع الأكبر” معماره من ثقافات الحضارة الإسلامية فقط، بل يقتبس من الكنائس حجم نوافذها، مع أسلمة لها عبر النقوش، في دلالة، وفق دليل المعرض، على “التسامح الديني”.

فضاء العبادة هذا لا يغلق أبوابه في وجه محبّي الاكتشاف من غير المسلمين، بل ينظم وقت زيارته بما لا يعرقل الصلوات، فيستقبل كل صباح زواره من مختلف الجنسيات، ثم ينظَّف السجاد قبل صلاة الظهر استعدادا لاستقبال المصلين.

وبلغات متعددة، يحضر في فضاء الجامع مرافقون يتحدثون ألسنةَ العالم، تتتبّع خطواتهم أفواج متنوّعة الأصول، كما تحضر إمكانية الزيارة بمعية مرافق رقمي، يخبر عند التوقف في كل محطة مبيّنة، بمعلومات عن المسجد ومعماره ومعاني الإسلام التي يختزنها.

“جامع السلطان قابوس الأكبر” ليس مسجدا فقط، بل هو “جاِمعٌ” بالمفهوم التاريخي للكلمة، فلا تقتصر فضاءاته على قاعة الصلاة، بل يضم مكتبة تجمع منشورات في ثلاثين ألف موضوع، تجاورها الحواسيب المرتبطة بالعالم، وقاعة للعروض تستقبل المحاضرات والتكوينات، ومركز مخصص للإجابة، باللغات، عن أسئلة الزوار حول الإسلام.

يجد الزائر في هذا المركز كتبا بسبع عشرة لغة، تهدى لتيسير الاطلاع على تفاسير القرآن، وماهية الإسلام. ويتوالى حضور سياح، يجلسون إلى المشتغلين بالمركز، ليطرَحوا هذا السؤال أو ذاك حول الدين، ورؤية الإسلام لإشكالات معاصرة، أو قضايا تهم الفرد والمجتمع، فيبدأ النقاش واقتراحات القراءة.

وبعدما يزيد عن عشرين سنة من عمر هذا الجامع، تستمر حياته، وتتجدد بتجدد الاستقبال اليومي لما يقدر، وفق إحصاءات هذه المؤسسة، بين ثلاثة آلاف وسبعة آلاف زائر يوميا، في فضاء لا يخلو من طيبِ اللبان، والنصوص التعريفية باللغتين العربية والإنجليزية، وحدائق السلطنة الحاضرة في جنبات هذه المعلمة المنتصرة لإيمان بـ”الحكمة والموعظة الحسنة”.

[ad_2]