[ad_1]
يعتبر القطاع السياحي بإقليم فجيج قطاعا واعدا ومحفزا بالنسبة للمستثمرين المغاربة والأجانب، نظرا للمؤهلات السياحية التي يتوفر عليها، والمتمثلة بالخصوص في غنى موروثه الثقافي ومآثره ومواقعه التاريخية، بالإضافة إلى الواحات الشاسعة، والحمامات الرملية، والقصور والقصبات التي تحافظ على تاريخ البطولات والأمجاد.
ويتوفر إقليم فجيج على مؤهلات كثيرة وأراض شاسعة، ستجعله في السنوات المقبلة من أهم الأقطاب الاقتصادية والسياحية والفلاحية، خاصة بعدما تنتهي الأشغال في “سد خنكرو” الذي تبلغ حقينته مليارا و69 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى مجموعة من السدود الأخرى، إذ سيعرف قفزة كبيرة في التنمية الاقتصادية والسياحية والفلاحية، حسب شباب من الإقليم ذاته.
معلومات وفرها أكثر من مصدر مسؤول بإقليم فجيج تشير إلى أن الأخير يزخر بمجموعة من المؤهلات القادرة على جعله قبلة سياحية واقتصادية؛ لكن هناك تراخيا في تنفيذ برامج العمل من طرف القطاعات الوزارية، وخاصة وزارة السياحة، التي لم تعط أهمية لهذا الإقليم.
مؤهلات سياحية كبيرة
يتوفر إقليم فجيج الذي تبلغ مساحته الإجمالية 56 ألف كيلومتر مربع على مجموعة من المواقع السياحية المهمة، التي تحتاج إلى إخراجها للعلن والتعريف بها، من أجل فتح المجال أمام عشاق السياحة، سواء المغاربة أو الأجانب، لاكتشافها.
الحمامات الرملية (جماعة عين الشواطر) من المناطق السياحية المتميزة التي يقصدها الراغبون في العلاج الطبيعي، خاصة الباحثين عن علاج أمراض الروماتيزم والمفاصل، إذ يقصدها عدد من المغاربة والأجانب لهذا الغرض في فصل الصيف، رغم عدم شهرتها بالشكل المطلوب؛ وهو ما دفع كريم ازراو، من الساكنة المحلية، إلى مطالبة وزارة السياحة بالتعريف بهذه الحمامات الرملية لتكون وجهة ذائعة الصيت وطنيا ودوليا، كحمامات مرزوكة.
“واحة وقصر بني ياطي” منطقة سياحية متميزة تقع بدورها بجماعة بوعنان، في اتجاه بني تجيت، توفر مجموعة من المميزات، منها اكتشاف التاريخ العريق لقصر بن ياطي الذي يتم ترميمه، وأيضا التمتع بجمالية واحاتها المعروفة بنخيلها ومياهها العذبة.
“قصر تاكوميت” من القصور القديمة أيضا التابعة لجماعة بوعنان، ويتميز بدوره بموقع جغرافي يجعله قبلة سياحية بامتياز، كما مازال يحتفظ بأصالة معماره وعراقة تاريخه، إلا أنه بدوره يعاني من تهميش من طرف الوزارة الوصية على القطاع السياحي وعلى الثقافة، إذ لم يسبق إدراجه في الخريطة السياحية والثقافية الوطنية والجهوية وحتى الإقليمية.
ويزخر إقليم فجيج بالعديد من المؤهلات السياحية التي بإمكانها أن تحوله إلى قبلة سياحية بامتياز، منها منطقة البور ضواحي بني تجيت، وعين الربيك “تيكري” وآثار الديناصور ضواحي تندرارة، واقوداس بواحة فجيج، والصومعة الحجرية و”البحبوحة”، و”الحمام الفوقاني” (به ماء ساخن تحت الأرض يبلغ 105 درجات”، والمسجد الكبير والنقوش الصخرية، بمدينة فجيج
وفي هذا الإطار قال أحمد بندريس، فاعل جمعوي من فجيج، إن “هناك تقصيرا من طرف القطاع المكلف بالسياحة، ما تسبب في إهمال هذه المواقع السياحية الكثيرة التي لكل واحدة منها خصوصياتها ومميزاتها”، مشيرا إلى أنه “رغم المجهودات المبذولة من طرف المنظومة المحلية (سلطات محلية ومنتخبون وفاعلون محليون) فإن عدم إيلاء العناية المطلوبة لهذا الإقليم الحدودي من طرف وزارة السياحة يجعل من فجيج إقليما منسيا”، وفق تعبيره.
توطين المؤهلات
ساكنة إقليم فجيج تنظر من الحكومة عبر الوزارات المعنية التدخل من أجل توطين هذه المؤهلات السياحية والثقافية والتاريخية والتراثية والدينية بالإقليم، والعمل على إدراجها ضمن الخريطة السياحية الوطنية، وإطلاق حملات إعلانية عبر القنوات الرسمية الوطنية للتعريف بها، بهدف تشجيع السياحة المغربية والدولية بهذا الإقليم الحدودي.
ودعا العديد من الشباب، وخاصة من المهتمين بالمجال السياحي والتاريخي والبيئي بإقليم فجيج، جميع القطاعات، وعلى رأسها وزارة السياحة، إلى تضافر الجهود وفق مقاربة تشاركية من أجل تنشيط القطاع السياحي وإقلاعه بالإقليم، من خلال التعريف بما يزخر به من مؤهلات، وإدراجها في الخريطة السياحية والتنموية الوطنية والجهوية والمحلية.
سعيد عمروش، فاعل جمعوي بمدينة فجيج، طالب وزارة السياحة والمجلس الجهوي للسياحة بضرورة التدخل من أجل إعادة السياحة إلى سكتها في هذا الإقليم الحدودي، وحث على أهمية التعريف بمؤهلات الإقليم ودراستها وتدقيق المعلومات حولها، وعلى ضرورة التعاون بين جميع المتدخلين.
وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لانزي بريس، أن “النهوض بالقطاع السياحي في الإقليم يرتكز على الاستغلال الأمثل واللائق لمؤهلاته ولمجاله الجغرافي وللعامل البشري، عبر مقاربة تشاركية تضمن التنسيق بين جميع المتدخلين، من سلطات محلية ومجالس منتخبة وقطاعات حكومية ومجتمع مدني، وتضع نصب العين تحقيق إقلاع سياحي على مستوى الإقليم وجعله قطبا سياحيا متميزا”.
وزارة السياحة لا تعرف إقليم فجيج
في تصريحات متطابقة لانزي بريس أكد عدد من النشطاء الجمعويين والمسؤولين بإقليم فجيج أن الأخير لا يتوفر على إدارة إقليمية لوزارة السياحة، والمديرية الجهوية يوجد مقرها بوجدة، موضحين أن غياب المندوبية الإقليمية للسياحة يجعل السكان يشككون في كون الوزارة الوصية تعرف إقليم فجيج، وما يؤكد ذلك هو غياب أي برامج سياحية في الإقليم تكلف القطاع الوزاري بتنزيلها، وفق تعبيرهم.
وأكد فاعل جمعوي، في تصريح لانزي بريس، على ضرورة تحرك وزارة السياحة من أجل تثمين المؤهلات السياحية بالإقليم على غرار باقي أقاليم المملكة، موضحا أن “شساعة مساحة إقليم فجيج تتطلب من الجميع تضافر الجهود، كل من موقعه، لتنميته”، ولافتا إلى أن هناك مجهودا كبيرا بذل في السنوات الأخيرة في ما يخص التأهيل الحضري لعدد من الجماعات، وتنزيل مشاريع كبرى بالإقليم.
في المقابل، حاولت انزي بريس منذ أكثر من أسبوع الاتصال بمسؤول جهوي في قطاع السياحة بوجدة، من أجل استقاء تعليقه بخصوص دور المديرية في التعريف بالمؤهلات السياحية بإقليم فجيج وتثمينها، إلا أن هاتفه ظل يرن في بعض الأحيان دون مجيب، وأحيانا أخرى كان خارج التغطية.
[ad_2]