عند كل منعطف يكاد الإنسان التافراوتي يفقد زمام أمره و يستقيل من كل عملية يفترض أن يبصم فيها على مشاركة فعالة,ليبتعد عنه مصيره كل لحظة إلى المستوى الذي قد لا يكون بإمكانه استعادته من جديد إن حالته أشبه بحالة الحماية و الوصاية في ظل استعمار محلي جديد استحوذت عصابته على الساكنة و بسطت نفوذها على الأرض و المجال و أمسكت بالسلطة في مختلف الدواليب غصبا,لتجد الساكنة نفسها مجردة من سيادتها على الأرض و على نفسها كلما تعلق الأمر بمصالحها و اختياراتها.
إنها تافراوت من موطن رجالات الفكر و الأدب و السياسة و المال إلى موطن الاستعباد و الاستنجاد,ومن موطن الشهامة و الممانعة إلى موطن الخنوع و الخضوع,وأنت تستكشف زواياها و أركانها تقف على مظاهر البؤس تستنجد مظاهر الجاه و السلطان و مظاهر المال تستعبد مظاهر العوز و الحاجة.فكيف السبيل إلى مقاومة تتلو صفحات العز على أسماع واقع اليوم المرير لاستنهاض الهمم و بعث الروح و الأمل من جديد.
وبكل وضوح ولنعد إلى قضية الأرض و التحديد الغابوي.أليست قضية هؤلاء المسؤولين قبل أن تكون قضية العامة و بسطاء القوم؟؟؟
أين كان هؤلاء يوم فاتح ماي؟أين إنزالات الحملات الانتخابية و حشد الجماهير لتكون في الموعد و ترسل إشارات التحذير إلى من يهمهم الأمر بقدسية الأرض؟؟؟ بل أين حجم الأموال التي تصرف لشراء المقاعد و الضمائر لتدفع ثمن ولو قنينات ماء لعطشى المسيرة,مسيرة الأرض والكرامة,أو مصاريف تنقل الطلبة والمعطلين إلى عين المكان ؟؟؟ بل أين رموز تافراوت هناك بالعاصمة لوقف التنفيذ أم أن بطاقات تعريفهم لا تحمل عنوان أدرار إلا عندما تدفع ضمن طلبات الترشح والاستوزار؟.
والى قضية الإنسان التي لها ارتباط وثيق بقضية الأرض أين هذا الإنسان؟؟ الم يحن الوقت ليدافع عن كرامته أمام من يدفعون به إلى سوق النخاسة عبر كل المواعيد ,ألم يحن الوقت ليجعل بؤسه وعوزه مصدر شهامته و عزته و يقدس حريته و يسمو بنفسه عن الانخراط في سلوكيات نجسة يئن لها الضمير و تتألم لها الصدور, فلينظر إلى الصخور المنضدة من حوله لم تتمكن منها الأزمنة و لا الأحوال بل وقفت صامدة تلتزم مكانها و تأبى أن تنكسر كما انكسر كبرياء هذا الإنسان.
بقلم:محمد القاسمي